كتب خالد عرار في “الديار”:
أسست الكنيسة الارثوذكسية في العصر الاول بعد السيد المسيح، وباتت الركيزة الرئيسية للمسيحية في المشرق، واستمرت بالصعود حتى بداية الحملات الصليبة التي استهدفت ضرب الكنيسة الارثوذكسية في المشرق، وليس فتح بيت المقدس، ووفق المؤرخين ان الضربة القاضية التي تلقتها الارثوذكسية في المشرق، بسقوط الكنيسة القسطنطينية اجيا صوفيا عندما دخلها محمد الفاتح وكانت هذه الطائفة زاخرة برجالات الدين الكبار، وبرجال السياسة ايضاً، الذين اسسوا احزاباً علمانية ما زال بعضها قائماً حتى اليوم. لكنها تواجه اليوم تراجعاً دراماتيكياً كبيراً على جميع الصعد، مما ادى الى هجرة مئات الالاف من ابنائها الى بلاد الانتشار وباتت الكنيسة عاجزة على تحفيز ابنائها على البقاء، بعدما بدأت تتآكلها الصراعات الداخلية كما هو حاصل بين الكنيسة الفلسطينية والبطريرك اليوناني المسؤول عنها ولم تسلم الكنيسة الارثوذكسية في لبنان من هذه الصراعات، لان حجم التباين بين البطريركية الارثوذكسية في انطاكيا وسائر المشرق، ومطرانية بيروت كبير جداً بفعل الانقسامات السياسية الحاصلة في المنطقة ولا سيما في لبنان، هذا الامر انعكس على قوة وحضور الطائفة في لبنان، وهذا التراجع سمح للطوائف الاسلامية نتيجة القوانين الانتخابية التي كان يعمل بها منذ العام 1992 حتى اليوم، والتي خولت المذاهب الاسلامية من استيلاد نواب ارثوذكس من كنفها حتى بات هؤلاء مرتهنين بالكامل لمن اوصلهم الى المجلس النيابي فكان هؤلاء يلوذون بالصمت عشية اي تعيينات الفئة الاولى من الموظفين في الادارات الرسمية والوزارات. هذه الاوضاع الصعبة والظروف القاسية التي مرت وتمر بها الطائفة الارثوذكسية في لبنان، دفعت بكبار سياسييها الى انتاج قانون انتخابي يقوم على النسبية داخل الطائفة الواحدة لكن على اساس ان لبنان دائرة انتخابية واحدة، ولاقى قبولاً من العديد من الاطراف السياسية والدينية، ورفضاً من اطراف اخرى، لكن معدّي هذا القانون حفزوا اركان السلطة لانتاج قانون النسبية الذي اقر في مجلس النواب، والذي لا يختلف عن الارثوذكس بعدما جرى الاتفاق على اعتماد الصوت التفضيلي.
هذه الاوضاع الصعبة ايضاً دفعت الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس في لبنان لعقد ندوة بعنوان «طائفة الروم الارثوذكس في لبنان تاريخاً – حاضراً – مستقبلاَ، وبدأ البطريرك اليازجي باتخاذ اجراءات للحؤول دون اتساع دائرة الانقسامات داخل الطائفة منها منع اي مطران بالادلاء بأي تصريح، وفسرت اوساط ارثوذكسية ان هدف اجراءات البطريرك، ليمنع البعض القيام ما كانوا يقومون به في عهد البطريرك الراحل هزيم. خصوصاً في مرحلة المرض الذي يعاني منه المطران جورج خضر.