Site icon IMLebanon

بالصور… أنطون صحناوي يزرع مار شربل والأرزة في قلب نيويورك

تحقيق IMLebanon:

في 28 تشرين الأول 2017 يدشن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كنيسة القديس شربل في كاتدرائية سان باتريك في قلب نيويورك. على مذبح أكبر كاتدرائية كاثوليكية في الولايات المتحدة سترتفع صورة قديس لبنان الأول، وإلى جانبه الأرزة اللبنانية.

هو ليس حلماً، أو فلنقل كان حلماً قبل أن يحققه رئيس مجلس إدارة بنك SGBL أنطون صحناوي. لا يمكن أن يرتفع اسم لبنان بطريقة أفضل في قلب إحدى أهم المدن العالمية نيويورك.

 

القصة- الحلم بدأت مع لقاء صحناوي برئيس أساقفة نيويورك للكاثوليك سيادة المطران تيموثي دولان على هامش مؤتمر عن مسيحيي الشرق. تشعّب الحديث اللاهوتي بين الرجلين، وأصرّ صحناوي على أن يخبر دولان بالتفصيل عن القديس شربل مخلوف اللبناني. ثم انتقل الحديث في مرحلة لاحقة عما يمكن أن يتم إنجازه ليكون “مار شربل”، صانع العجائب عبر العالم، موجوداً في نيويورك بشكل دائم.

بعد أخذ وردّ اكتشف المطران الأميركي أن ثمة جداراً فارغاً في أكبر كاتدرائية كاثوليكية في الولايات المتحدة، كاتدرائية القديس باتريك في نيويورك، وكأن الأمور كانت تسير في منحى ترعاه العناية الإلهية. هكذا تم الإتفاق المبدئي على أن يخصص هذا الجدار للقديس شربل!

 

عند هذا الحد، وتحديدا في نيسان 2017، تسلّم الإشراف على المشروع المبدع اللبناني ألان قيومجيان، المقيم في فرنسا، بطلب وضغط من أنطون صحناوي ومتابعة شبه يومية من والده نبيل صحناوي. حوالى 25 تصميماً تم تقديمها للمسؤولين في نيويورك، قبل أن تتم الموافقة على التصميم الأخير. يؤكد قيومجيان لـIMLebanon أن “الأمور كانت معقدة للغاية والشروط الأميركية دقيقة جداً، كما أن تلبية طلبات الأستاذ نبيل صحناوي ذات البعدين الديني والفني- الجمالي لم يكن سهلاً على الإطلاق بسبب خبرته ورهافة ذوقه، لكن يد مار شربل كانت في كل تفصيل، كما إصرار نبيل وأنطون صحناوي على إنجاز الأفضل والأجمل في أسرع وقت ممكن”.

عندما تمت الموافقة على التصميم الأخير، بدأ العمل وتم اختيار أفضل من يعمل بالموزاييك في العالم، وهو إيطالي، عمل مع فريق عمله بشكل مكثف، من أجل تحويل اللوحة الى موازييك مدهش بالفعل.

يتابع قيومجيان: “كان العمل على أكثر من مستوى، فمن جهة كان إصرار من السيدين صحناوي على جمع مار شربل ومحبسته في عنايا مع الأرزة اللبنانية في اللوحة، تماما كما كان الإصرار على الدقة في اختيار الألوان التي تعكس الطبيعة اللبنانية وتشبه لبنان”.

مشكلة أخرى اعترضت المشروع بقوة يشرحها قيومجيان: “كان إصرار من نبيل وأنطون صحناوي على أن ننجز كنيسة صغيرة (كابيلا) لكن كل ما كان لدينا في كاتدرائية “سانت باتريك” هو حائط فما العمل؟ حاولنا تقديم طلبات لإمكانية هدم الحائط أو جزء منه، لكن كل الطلبات قوبلت بالرفض، لكن العناية الإلهية كانت حاضرة، وفي الحائط باب مقفل منذ زمن خلفه فراغ يشبه المغارة، فأصررنا على طلب فتح الباب وتمت الموافقة، وتمكنّا من تحقيق الحلم: إنجاز أكبر من مزار لمار شربل، وأقل من كنيسة. إنه مزار كبير، مع إمكانية للمؤمن أن يلج من الباب إلى مساحة صغيرة ينفرد فيها المؤمن للصلاة!”

ويضيف قيومجيان: “التحدي كان هائلاً لإنجاز المشروع خلال 6 أشهر، تابعنا العمل ليل- نهار. خبير الموزاييك وفريقه عملوا لأكثر من 3 أشهر متواصلة من دون انقطاع. حتى أرضية الكابيلا من الداخل، أردنا أن تكون لبنانية بامتياز، وبحثنا كثيراً إلى أن وجدنا أرضية من الموزاييك في المتحف الوطني في لبنان تعود إلى القرن الثالث ميلادي، فأنجزنا أرضية مشابهة لها تماماً”.

وكما هي العادة في كل المشاريع التي يقوم بها أنطون صحناوي، انتهى العمل الجبّار في التوقيت المحدد، وبأروع طريقة ممكنة. وفي 28 تشرين الأول الجاري، وفي احتفال لبناني- أميركي- كنسي مهيب، وبرعاية وحضور البطريرك الماروني، سيسكن مار شربل ومحبسته والأرزة اللبنانية في قلب كاتدرائية سانت باتريك في نيويورك حيث زرعهم بكل إيمان محبة أنطون صحناوي عن نيه والده نبيل ولراحة نفس والدته مي… وفي عقله وقلبه دائماً وأبداً مار شربل ولبنان!

 

 

تصاميم أولية قدمها قيومجيان للمسؤولين في نيويورك قبل أن تتم الموافقة على التصميم الأخير

 

 

 

 

واجهت قيومجيان صعوبات للوصول الى التصميم النهائي نظرا لشروط المسؤولين الاميركيين الدقيقة

 

 

السيد نبيل صحناوي أصرّ على الدقة في اختيار الألوان التي تعكس الطبيعة اللبنانية وتشبه لبنان

 

 

خبير الموزاييك الايطالي وفريقه عملوا لأكثر من 3 أشهر متواصلة من دون انقطاع

 

 

تم انجاز أرضية للكابيلا مشابهة تماما لأرضية من الموزاييك موجودة في المتحف الوطني في لبنان تعود إلى القرن الثالث ميلادي

 

 

تمكن الفنان الايطالي من تحويل اللوحة الى موازييك مدهش

 

شُيّدت الكابيلا عربون حب لروح السيدة مي صحناوي وعلى نية السيد نبيل صحناوي

 

 

عملية توضيب موزاييك مار شربل لنقله من ايطاليا إلى نيويورك

 

التصميم النهائي للوحة جمع مار شربل ومحبسته في عنايا مع الأرزة اللبنانية داخل كاتدرائية “سانت باتريك”

 

 

وكان الزميل رودي حشاش في برنامج “كلام الناس” أجرى تحقيقا مصورا عن هذا الموضوع، للمشاهدة: https://www.youtube.com/watch?v=2N4EGKsmFgI&feature=youtu.be&app=desktop