اعتبر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أنه كان من المتوقع بشدة أن ينسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاقية النووية بشكلٍ كامل، وأن يطالب بعقوباتٍ قاسية، وأن يتخذ خطواتٍ أخرى لتشويه سمعة إيران بصفتها أكبر “الدول الإرهابية” في العالم.
تراجُع ترامب جاء نتيجة لحملة ضغط مكثفة رفيعة المستوى. وقام بهذا الضغط مسؤولون كبار في البيت الأبيض، ورؤساء وزراء وحلفاء مقربون مثل رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، التي تدخلت شخصياً باتصالٍ هاتفي. والنتيجة: كبح جماح أسوأ نوايا ترامب ضد إيران، على الأقل حتى هذه اللحظة.
وكان من قاد الحملة في الجناح الغربي للبيت الأبيض ثلاثة جنرالات سابقون هم: جون جيلي، رئيس أركان ترامب، وجيم ماتيس، وزير دفاعه، وهربرت ماكماستر، مستشاره لشؤون الأمن القومي.
ويعني تدخل الجنرالات الثلاثة أنَّ خطاب ترامب، المشتمل على خطأٍ استراتيجي، والعدواني بلا داع، وغير الدقيق تاريخياً وواقعياً، لم يؤدِ إلى النتائج الكارثية المتوقعة منه. وفي البيت الأبيض، كانت تلك ليلة الجنرالات.
ولا تزال إمكانية نجاح مستشاري ترامب ومساعديه الأساسيين، الذين تحركوا بدافعٍ وتحريضٍ ودي من قادةٍ خارجيين، في الضغط بهذا الشكل مرةً أخرى في المستقبل سؤالاً مفتوحاً. لكن ما حدث يُشكِّل سابقةً مهمة.