Site icon IMLebanon

هكذا يُحفِّز روتينُكم اليومي آلام الظهر 

كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:

لعلّ أكثر الأعراض شيوعاً بين الناس عالمياً، أوجاع أسفل الظهر. إستناداً إلى الجمعية الأميركية لتقويم العمود الفقري، هناك نحو 31 مليون أميركي يعانون هذه المشكلة، وما بين 50 إلى 80 في المئة سيتعرّضون لأوجاع الظهر في مرحلةٍ ما من حياتهم. لكن ما أبرز المحفّزات؟بالتأكيد سبق أن سمعتم مراراً وتكراراً أنه من المهمّ جداً الحفاظ على وزن صحّي للوقاية من الوجع. لكن ماذا لو كنتم تتمتّعون بالرشاقة وعجزتم عن التحرّر من ألم الظهر؟

قد تعتقدون أنّ وجع أسفل الظهر سيُرافقكم مدى حياتكم، لكنه في الواقع عبارة عن عارض لشيء آخر يحدث في أجسامكم. لذلك من المهمّ البحث عن السبب للتخلّص كلياً من هذه المشكلة.

في ما يلي مجموعة عادات يومية تمارسونها من دون معرفتكم أنها قد تكون المسؤولة عن وجعكم هذا:

العمل من المنزل

مَن منّا لا يحبّ العمل من المنزل، فيتجنّب زحمة السير الخانقة، ويتمكّن من أخذ استراحات عديدة، وتناول سناكات متى أراد ذلك؟ لكنّ المشكلة تظهر عندما يعني هذا الأمر العمل على الأريكة أو أثناء التواجد في السرير، ما يؤثر سلباً في العنق والظهر والعمود الفقري. غير أنّ إجراء تغييرات بسيطة يساهم في الإفادة من العمل المرن من دون زيادة خطر التعرّض لمشكلات الظهر أو العنق.

المطلوب إذاً الجلوس على كرسي ووضع كل المستندات واللوازم المطلوبة على الطاولة، وأخذ استراحات منتظمة، والمشي أثناء إجراء مكالمات هاتفية، والقيام بتمارين التمدّد متى أمكن ذلك.

الجلوس الطويل

وصف العديد من العلماء الجلوس بـ»التدخين الجديد». كي تتمكن أيُّ عضلة من العمل بفاعلية، عليها الانكماش والاتّساع. كثرة الجلوس تترك صاحبها في حركة أمامية واحدة ينتج منها تقوّس العمود الفقري إلى الأمام، وهو المكان الذي يحفّز ظهور وجع أسفل الظهر. يمكن مواجهة هذا الأمر من خلال استلقاء الظهر على «Exercise Ball» مع تمديد الذراعين إلى الأعلى على نطاق واسع.

حمل حقيبة يد ثقيلة

وفق الجمعية الأميركية لتقويم العمود الفقري، يجب ألّا تزيد الحقيبة عن 10 في المئة من وزن الجسم. غير أنّ العديد من النساء لا يزلن حتى اليوم يضعن أكبر عدد ممكن من الأدوات التي قد يحتجن إليها.

وزن كل الأدوات يمكن فعلاً أن يدفع الجسم إلى اتّخاذ وضعيّة سيّئة تؤثر حتماً في الظهر. المطلوب إذاً إزالة الأغراض غير الضرورية يومياً، ونقل الحقيبة من ذراع إلى آخر لتحقيق التوازن وتفادي وجع الظهر. أمّا عند ضرورة وضع أدوات إضافية يومياً، يُنصح باللجوء إلى حقيبة الظهر لتوزيع الوزن بالتساوي.

إهمال الرياضة

ليس المطلوب بذل جهود كبيرة في هذا المجال، إنما يمكن للمشي السريع أن يقدّم نتائج مذهلة! بعكس ما يظنّ بعض الأشخاص، فإنّ الرياضة لا تزيد خطر التعرّض لإصابات مستقبلية في الظهر، لا بل إنها قد تخفّض الخطر قليلاً، إستناداً إلى بحث نُشر في مجلّة «Spine». كذلك وجدت مجموعة دراسات أنّ الرياضة قد تخفّض حدّة أوجاع الظهر بنسبة تتراوح بين 10 إلى 50 في المئة. لا تتردّدوا إذاً في ممارسة الرياضة، والأفضل الاستعانة بالمدرّبين المحترفين لمعرفة أصول تطبيقها وتعلّم التمارين التي تقوّي الظهر.

التوتر

يُعتبر التوتر العامل الأول المسؤول عن إصابة الأشخاص بأوجاع الظهر. حلّلت دراسات عديدة تأثير المشاعر في الألم، بما فيها دراسة نُشرت في مجلّة «Brain Behavior» عام 2016 حيث وجدت أنّ الحدّ من التوتر قد يحسّن بطريقة فعّالة أعراض آلام الظهر. المطلوب إذاً تقييم مستوى التوتر وبدء إدخال تمارين الاسترخاء إلى الحياة اليومية، كاليوغا.

عدم السيطرة على الغذاء

يمكن لطريقة عمل الجهاز الهضمي أن تؤثر في وظائف الظهر. تبيّن أنّ الإسهال، أو الإمساك، أو الغازات، أو أوجاع المعدة، كلها عوامل تحفّز الألم في الظهر. ألم المعدة أو الجهاز الهضمي سيسبّب الالتهاب والغازات، ما يشكّل ضغطاً على جوف البطن بما فيها عضلات أسفل الظهر، ومن ثمّ ظهور الوجع.

وجد العلماء أنّ الحميات التي تعتمد مأكولاتٍ منخفضة القيمة الغذائية، كالسكاكر والبيتزا والتشيبس والصودا، تحفّز ظهور الإلتهاب. كذلك فإنّ الأشخاص الذين يشكون من أوجاع الظهر ويستهلكون الكثير من المواد الصحّية كسَلطات الخضار النيّئة والـ»Smoothies» الخضراء التي تولّد الغازات، يضعون أيضاً ضغطاً على منطقة الظهر.

غير أنّ الغذاء المتوازن يمكن أن يُحدث العجائب لتحسين اضطرابات الجهاز الهضمي ووجع الظهر. يجب على كل شخص البحث عن الغذاء الملائم له والذي يكون مضاداً للإلتهاب، أي كالذي يحتوي السَلمون والزنجبيل والبطاطا الحلوة والكرز والجوز والشاي. يُشار إلى أنّ الأطعمة المصنّعة، والكربوهيدرات المكرّرة، والسكر، والكحول، كلّها تنتمي إلى العوامل الشائعة المسؤولة عن حدوث الإلتهاب.

التدخين

بيّنت دراسة من «Northwestern University» عام 2014 أنّ المدخنين هم أكثر عرضة لمعاناة آلام ظهر مُزمنة بمعدل 3 مرّات أكثر مقارنةً بنظرائهم غير المدخنين. اللافت أيضاً في النتيجة التي تمّ التوصّل إليها أنّ التدخين لم يؤثر فقط في صحّة ظهر كل مشترك، إنما أيضاً في طريقة استجابة الدماغ لهذا الألم. لكنّ الخبر الجيّد أنّ الباحثين تمكنوا أيضاً من التوصل إلى أنّ الإقلاع عن هذه العادة السيّئة قد يساعد على الوقاية من تحوّل الألم إلى مشكلة مُزمنة.