كتب ميشال نصر في صحيفة “الديار”:
على ايقاع طبول الانتخابات النيابية التي بدأت كل الاطراف السياسية تتحضر لها، انطلاقا من ثبات موعدها وفقا لتسليم الجميع بقضائها وقدرها، اقله حتى الساعة، تتحرك بوصلة القادة والاحزاب، في محاولة لكسب شعبية مفقودة بعد انقلاب مزاجها السياسي، أو تجييشا لرأي عام سيفعل القانون النسبي فعله فيه، وهو ما لقي صداه اليوم في موجة الردود السياسة من القاعة العامة لمجلس النواب.
في الاثناء بقي التصعيد السياسي بين بعض الاحزاب والتيارات السياسية فارضا نفسه على مسرح المتابعات لا سيما بين فريقي التيار الوطني الحر من جهة والقوات اللبنانية والمستقبل من جهة ثانية، فيما يكتفي الحزب الاشتراكي بإطلاق تغريدات رئيسه النائب وليد جنبلاط ذات الوقع المؤثر. وفيما بات معلوما ان هدف حملة التصعيد انتخابية بامتياز الا انها باتت تضع على المحك علاقات هذه القوى ببعضها البعض وتاليا التسوية التي اوصلت الرئيس عون الى قصر بعبدا.
واذا كانت المواجهات بالوكالة بين بيت الوسط والرابية معروفة الخلفيات والابعاد، كان لافتا فتحُ رئيس التيار الوطني الحر النار من عاليه باتجاه المختارة، من باب «مصالحة الجبل الغير مكتملة برأيه» ،ما اثار استنفارا درزيا، خصوصا، والكلام لمصادر سياسية مطلعة، استعادة الوزير للغة ومفردات كانت طويت صفحتها، مع جولة تيمور جنبلاط الى بعض القرى الحساسة ومشاركته في قداديس اقيمت لراحة انفس شهداء سقطوا على ايدي الحزب الاشتراكي.
ورأت المصادر ان التيار الوطني يعيد احياء استراتيجيته لعام 2009 مصوبا على الحزب الاشتراكي ليصيب القوات اللبنانية،التي بات من شبه المؤكد تحالفها مع المختارة وخوضها الانتخابات الى جانب الاشتراكي في لوائح واحدة،خصوصا ان البيك نجح بمساعدة «الاستاذ» في استقطاب بعض المرشحين الذي حاول الوطني الحر خوض معركتهم،هذا من جهة، كما ان الحملة الباسيلية جاءت ردا غير مباشر من بعبدا على عشاء كليمنصو، الذي اعاد خلط الاوراق واوحى بمحاولة لعزل الرئاسة الاولى، في لحظة تشهد علاقة الاخيرة بالرئاسة الثانية ازمة ثقة واهتزازات لم تنفع الاتصالات على خط باسيل-الحريري وقف تردداتها، مستدركة بان الرئيس عون يحاول «القوطبة» واقفال الطريق امام اي طرف مسيحي للانضمام الى التحالف الثلاثي الجديد.
التحذير العوني، لقي صداه في المختارة التي بدأت منذ فترة في اعادة حساباتها، على اساس خلط الاوراق الذي تشهده الساحة الداخلية وبوادر انهيار التحالفات التي حكمت الاتفاق الرئاسي وحمته، حيث تؤكد مصادر اشتراكية ان الحزب بطور اعادة تقييم جدية للاوضاع من كافة جوانبها، كما لموقعه من الملفات المطروحة في ظل ما قد تفرضه بعض التحالفات عليه من مواقف قد تجعله بحاجة الى اعادة تموضع تماشيا مع الظروف الجديدة.
وفي هذا الاطار وضعت المصادر قرار رئيس الحزب الذي تدخل شخصيا لدى منظمة الشباب التقدمي طالبا سحب مرشحي الحزب من الانتخابات الطلابية والخروج من الاصطفافات، عملا بقراره بالاستمرار بالوقوف على الحياد حاليا وامساك العصا من الوسط الى حين اتضاح الصورة، انطلاقا من ان موقعه الوسطي يؤمن له الحماية وطوق النجاة متى حانت ساعة المواجهة، ويرد عنه اذى حليف «الصديق».
وبحسب القراءة الجنبــلاطية، فان زيارة رئيس البرتقالي الى الشوف جاءت بعكس ما اشتهت رياحه، رغــم كــل الدعــم الذي يقدم للمنطقة من خدمات وتسهيلات، وهو ما اكدت عليه الاحصاءات التي بينت وجود ضعف كبير في الجبهة العونية، لن يكون من السهل تخطيه، وهو ما دفع بوزير الخارجية للهجوم الى الامام .
وتتابع اوساط على علاقة وثيقة بالمختارة، بان القصر الجنبلاطي يعيش حالة قلق مزمنة، طالما رافقته في كل العهود، تتمثل بالعقدة من «المرقط»،اذ بحسب هؤلاء يبدي رئيس الحزب الاشتراكي ريبة كبيرة من ان يعمد رئيس الجمهورية الى استعمال العسكر في معاركه الانتخابية الداخلية على ما درجت عليه العادة، خصوصا ان الجيش اللبناني ومع انجازه تحرير الجرود وتامين الحدود، باتت وجهته الامن الداخلي.
وتتابع الاوساط ان معلومات وصلت الى المختارة مفادها قيام اجهزة امنية «بالتفتيش» وراء وزراء حزبه واعدادها تقارير مفصلة حول الفساد في وزارة كانت من حصة الاشتراكي، وان هذه التقارير اودعت المكتب الرئاسي في بعبدا،دون ان يصدر حتى الساعة اي موقف او يتخذ اي اجراء، متخــوفا من ان تكــون تلك الملفات ذخيرة تستخدم في زمن الانتــخابات النيابية،فتحقق هدفا سياسيا في شباكه.