كتب طوني أبي نجم
حين علمت عن مشروع يقوم به رئيس مجلس إدارة مصرف SGBL أنطون صحناوي لإقامة مزار لمار شربل في نيويورك، لم أتأثر بداية وظننت للوهلة الأولى أن الأمر عادي: رجل أعمال ومصرفي مقتدر يبني مزاراً، فلماذا أكون معنياً؟!
لكنني وبدافع الحشرية الصحافية، تابعت الموضوع وسألت أكثر من سؤال، وأهمها: لماذا يهتم أنطون صحناوي، ابن طائفة الروم الملكيين الكاثوليك بقديس الموارنة الأول شربل مخلوف؟
صُدمت عندما عرفت بعض الأجوبة.
صُدمت عندما علمت أن أنطون صحناوي كلما يصل من سفر إلى مطار بيروت، ينتقل مباشرة إلى محبسة عنايا. لا بل إن أحد أصدقاء صحناوي يُخبر أنه في كل مرة يتم الاتفاق على لقاء على العشاء مع وصول صحناوي من الخارج، يتأخر على العشاء لأكثر من ساعتين، والسبب؟ يجيب: “إسألوا حارس محبسة عنايا… وحده يملك الجواب”!
ثمة علاقة من نوع خاص تجمع بين صحناوي الابن (أنطون) وصحناوي الأب (نبيل) من جهة، ومار شربل من جهة ثانية، علاقة تتصف بثقة كبيرة جداً بقديس لبنان، وقائمة على ما طلبه يسوع المسيح في الإنجيل “لا تدع يدك اليُسرى بعلم ما فعلته يدك اليُمنى”. هكذا كان مستحيلاً أن نسأل صحناوي، ولو سؤالاً واحداً عن مشروع مزار مار شربل في نيويورك، تماماً كما يستحيل أن نلقى أي معلومات عن إعادة إعمار عشرات الكنائس في لبنان، ولا عن المساعدات لمئات العائلات المحتاجة. عبثاً نحاول!
يتضح أن خطوة إقامة المزار الكبير للقديس شربل في كاتدرائية “سانت باتريك” في نيويورك، إنما تأتي في سياق متصل بتلك العلاقة الوجدانية التي تربط صحناوي بمار شربل. فالثاني حاضر في عجائبه حول العالم، والأول أراد يكرّس للثاني مكان إقامة دائم في إحدى أهم المدن العالمية.
وحب صحناوي لمار شربل لا ينفصل عن حبّه وعشقه للبنان، كيف لا ومار شربل هو “قديس لبنان”! هكذا أصرّ على أن تكون الأرزة حاضرة في المزار كجزء لا يتجزّأ منه، ومن الرمزية اللبنانية لقديس عنّايا. أرادها صحناوي رسالة قداسة وسلام من لبنان إلى نيويورك، وهل أفضل من مار شربل سفيراً للبنان حول العالم؟
إنجاز جديد يُضاف إلى سجلّ أنطون صحناوي في رفع اسم لبنان عالمياً، واليوم من خلال قديس لبنان الأول شربل مخلوف الذي لطالما عشقه صحناوي ونشأت بينهما قصة إيمان لا يعرف تفاصيلها غيرهما سوى حارس محبسة عنايا الشاهد على ساعات من الصلوات والحوارات المتبادلة بين رجل الأعمال والمصرفي “الروم كاثوليك” أنطون صحناوي وقديس الرهبنة اللبنانية المارونية شربل مخلوف…
هنيئاً لنيويورك حضور القديس شربل الدائم فيها اعتباراً من 28 تشرين الأول 2017، والذي سيعطّر أجواء المدينة الصاخبة بشعاع من الإيمان وفيض من النِعم السماوية.
هنيئاً للبنان لأن قديسه يشكل خير سفير لوطن الأرز حول العالم.
وهنيئاً للبنان برجالات لا يهمها غير إرضاء ضميرها وربّها… ونيل بركة القديس شربل!