لفت البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أنّه “يجب ان يعود جميع النازحين واللاجئين والمهجرين الى ارضهم واوطانهم، بحكم المواطنة”، موضحاً أنّه “بالنسبة الى الذين لجأوا الى لبنان من سوريا، وهم اكثر من مليون ونصف، ومع الفلسطينيين اصبحوا نصف الشعب اللبناني، فقد باتوا عبئاً كبيراً على لبنان بل خطراً ديموغرافياً واقتصادياً وسياسيا وثقافيا وامنيا. وبالتالي، اصبحت عودتهم واجبة الى الاماكن الآمنة في سوريا، من دون ان نتخلى نحن عن تضامننا الانساني معهم، والاجتماعي مع قضيتهم”.
الراعي، وخلال زيارته الراعوية الى الولايات المتحدة، قال: “نشعر في لبنان بمسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا. فبفضل الثقافة المسيحية تميز لبنان عن جميع بلدان الشرق الاوسط، بالتعددية الدينية والمذهبية والثقافية، وبفصل الدين عن الدولة، مع احترام الهوية الدينية لكل جماعة وباعتماد النظام الديمقراطي، وقبول الآخر المختلف، والعيش معا، والمشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والادارة بين المسيحيين والمسلمين. ومن واجبنا كلبنانيين المحافظة على لبنان في ميزاته وخصوصياته هذه من اجل خيرهم جميعا، ومن اجل ان يؤدي لبنان رسالته في محيطه العربي”.
وأضاف الراعي: “وفيما تعاني بلدان الشرق الاوسط من ويلات الحروب المذهبية والقتل والخراب والتهجير على ايدي منظمات ارهابية، مدعومة بالمال والسلاح والتغطية السياسية، نشعر بالحاجة الى بقاء المسيحيين في ارضهم واوطانهم، للشهادة على القيم الانجيلية: قيم الاخوة والسلام وقدسية الحياة البشرية، وكرامة الشخص البشري. وهذا مطلوب من المواطنين المسلمين المعتدلين وذوي الارادات الحسنة والمتمسكين بالقيم الاسلامية”.