Site icon IMLebanon

ناجي الأسطا: “كل وحدة أحلى من التانية”… وأنا في ورطة!

كتبت رنا أسطيح في صحيفة “الجمهورية”:

بعدما أحيا أكثر من 49 مهرجاناً في صيف 2017 شملت مختلف المناطق اللبنانية، يواصل النجم اللبناني ناجي الأسطا مشوار نجاحه المستمرّ منذ أكثر من سبع سنوات ليخطوَ مع كل أغنية جديدة خطوةً إضافية في سلّم النجاح والنجومية. وبعدما أطلق أخيراً أغنيتين منفردتين في الوقت نفسه أحدثَ من خلالهما بلبلةً واسعة على صفحاته الخاصة على السوشال ميديا وعبر المنصّات الرقمية، يكشف ناجي الأسطا في حوار خاص لـ «الجمهورية» عن الأسباب التي دفعته إلى هذا الإصدار المزدوج، معلناً عن عدد من مشاريعه الفنّية للفترة المقبلة.

لا يعتمد ناجي الأسطا على الحظ ليخلق لنفسه فسحةً للنجاح. اسمه اللامع اليوم بين فنّاني جيله لم يأتِ من أغنية ضاربة يتيمة أو من ضربة حظ موفّقة، وإنما هو نتيجة جهد فنان أمضى سنوات يصارع التحدّيات قبل أن يحظى بفرصة حقيقية ليُثبتَ نفسه. منذ عمر الثانية عشرة بدأ ناجي الأسطا مشواره ويعترف في حديث خاص لـ «الجمهورية» أنه فشل مرّات قبل أن ينجح للمرّة الأولى وتكرّ السبحة.

أغنية «رح تعملّي بالأعصاب» رغم الجدل الذي أثارته عند طرحها إلّا أنها فتحت كل أبواب النجاح أمامه، وبعدها توالت الأغنيات الضاربة ليخلق النجم الشاب خطاً خاصاً يميّزه ويجعل عدداً ليس بقليل من الاسماء الشابة تقلّده في تقديم هذا النوع من الاغنيات الإيقاعية السريعة التي تقوم على جرعات عالية من تحدّي الحبيبة.

في هذا الإطار يقول: «أنا راضٍ عمّا حققته لليوم وطموحي كبير جداً للغد. في ستّ سنوات فقط قدّمتُ عدداً كبيراً من الأغنيات التي نجحت بفضل محبة الناس وتفاعلها وهذا النجاح يضعني اليوم في ورطة حقيقية لأنني مع كل عمل جديد أنافس نفسي وأنافس ما قدّمته سابقاً قبل أن أنافسَ الآخرين.

وأشعر أنّ الخطأ ممنوع في هذه المرحلة من مشواري المهني فلم يمضِ على هذا المشوار سوى سنوات قليلة، وبالتالي أسعى دوماً لاقدّم أغنيات تتفوّق على ما حققته سابقاتها أو على الأقل تحقق النجاحَ نفسَه، وهذه ليست بالمعادلة السهلة في الظروف الفنّية الحالية».

أنافس نفسي

ضمن هذا الإطار اختار ناجي أخيراً أن ينافس نفسَه في عملين غنائيّين يصدرهما دفعةً واحدة، هكذا أطلق أخيراً «ما في أمل» من كلمات تمام حنا زليق وألحان طارق أبو جودة وتوزيع عمر صباغ وأغنية «قالوا قدرِت» من كلمات منير بو عساف وألحان هشام بولس وتوزيع، لتتنافس الأغنيتان فيما بينهما على استقطاب استحسان الجمهور.

وعن الأغنية التي يفضّلها شخصياً ما بين الاثنتين يقول بصراحة: «الأغنيتان رائعتان و»كل وحدة أحلى من التانية» ولولا ذلك لما اخترت كليهما، يبقى أن نسمع رأيَ الجمهور وأيهما احتلّت قلبه أسرع».

ويشرح: «الأغنيتان تنافسان بعضهما وأنا أحببت أن أقدّم فكرة جديدة لأنني دائماً أسعى أن يكون هناك موضوع لافت يستحق الحديث عنه قبل صدور أيّ عمل فنّي جديد، سواءٌ على صعيد عنوان لافت أو فكرة جديدة أو كليب أو موضوع أتناوله وهذا نوع من التسويق الذكي للأغنية لتثير اهتمام الناس ورغبتهم بالاستماع الى العمل الجديد.

ففي وقت تصدر فيه العديد من الاغنيات الجديدة، أحببت أن أنافس نفسي وبدلاً من أن تتمّ مقارنة أغنيتي بإصداراتِ سواي ستتنافس أغنيتاي فيما بينهما وهذا ما قصدته».

«مش غرور»

وعمّن قد يعتبر أنّ في هذه الخطوة نوعاً من الغرور، يقول: «بالعكس ليس غروراً أبداً، ولو كان الامر كذلك لكنت أطلقت أغنية واحدة واعتبرت أن لا أحد يمكنه أن ينافسني على نجاحها. ما ركّزت عليه هو أن أطرح فكرة جديدة وهي فكرة أن يطلق فنان أغنيتين منفردتين في التوقيت نفسه ويجعل الناس تقارن ما بين اغنيتيه وتختار أيهما أحبّت أكثر».

ولا يستيعد الأسطا احتمال أن يصوّر الأغنيتين في فيديو كليب واحد ويقول في هذا الخصوص: «أحببت أن أطرح هذه الفكرة على المخرج ولكنني أنتظر رأيه في الموضوع، فالمهم أن نخرجَ بنتيجة جميلة ومميّزة فالأغنيتان مختلفتان من حيث النمط الغنائي والموسيقي والإيقاع وأنا أرغب بتصويرهما سوياً ولكن بشرط أن ياتي العملُ منسجماً وفيه مقاربة جديدة».

• سأفعلها لمرة واحدة في حياتي

وعن تكرار تعاوناته مع المخرج فادي حداد الذي له حصة الأسد من اغنيات ناجي المصوّرة يقول: «هناك صداقة متينة وطويلة تجمعني بفادي وهي باتت صداقة عائلية وليست فقط مقتصرة على علاقتي به كمخرج، واعمالنا سوياً تنال النجاح والاستحسان وهذا سبب استمراريتنا سوياً وانا اشعر بالارتياح امام عدسته، فالفيديو كليب يستوجب أحياناً أداءً تمثيلياً ولو بمستويات متفاوتة ولذلك من الضروري للفنان أن يكون مرتاحاً وطبيعياً في أدائه. وقد حاولت مع عدد كبير من المخرجين الذين قد يقدمون أعمالاً ممتازة ولكن انا شخصياً أرتاح أكثر مع فادي».

وعن سبب عدم خوضه مجال التمثيل رغم تأكيده سابقاً نيّته دخوله العام الحالي، يقول: «هذه الفكرة بدأت عندما رحت أتلقّى التعليقات الإيجابية على أدائي في كل عمل مصوَّر كنت أقدّمه لاسيما من أصحاب الانتاجات الدرامية، وقد تلقيت عروضاً في هذا الإطار ولكنني وبكل تواضع أسعى أن يكون المسلسل ممتازاً من كافة النواحي، لأنني في النهاية قد أُقدِم على هذه الخطوة لمرة واحدة في حياتي فأنا في نهاية المطاف مغنٍّ ولستُ ممثلاً، ولذلك يجب أن تكون هذه الخطوة مدروسة جيداً فلا تأتي ناقصةً وتضرّني في مجالي الغنائي، خصوصاً أنّ مشواري الفني ليس طويلاً والغلطة في هذه المرحلة لا تُحتمل ولا تعوّض. ولذلك أتأنّى كثيراً في اختيار مسلسل معيّن».

ويعلن عن خوضه مجال غناء شارات الأعمال الدرامية من خلال أداء شارة أحد المسلسلات اللبنانية من إنتاج eagle films، وأغنية الشارة ستكون من كلمات صلاح الكردي وألحانه في اوّل تعاون يجمعهما ليقدّم ناجي من خلاله نوعاً غنائياً يؤدّيه للمرة الاولى.

الفنّ والأعمال

وعمّا إذا كان رجل أعمال ناجحاً بقدر ما هو فنان ناجح، يقول: «الفنان في هذا الزمن إن لم يكن رجلَ أعمال ناجحاً سيُمنى بالفشل. ونلاحظ أنّ الفنانين الذين لا يدرسون خطواتهم صح يفشلون لأنّ قواعد اللعبة التنافسية ليست سهلةً وهناك عوامل كثيرة باتت تدخل في صناعة الأغنية، وفي النهاية هذا المجال هو بحاجة للكسب المادي لأنّ ذلك يؤمّن انتاج أعمال جديدة ويضمن الاستمرارية.

وأقولها بكل صراحة المال مهم جداً في هذا المجال. يكذب مَن يقول إنه لا يجني المال من فنّه، الجميع يجني الاموال سواءٌ في الحفلات او عبر المنصات الرقمية او من خلال الاعلانات، فالهدف في النهاية هو الربح المادي وهذه هي الحقيقة.

ولذلك من المهم أن يكون الفنان رجلَ اعمال ناجحاً ويعرف كيف يوصل عمله بشكل مناسب لأنّ هناك الكثير من الاصوات الجميلة والاعمال الجيدة والاشكال الرائعة ولكن لا يصل الجميع الى النجاح لأنّ طريقة إدارة العمل الفنّي مهمة وتلعب الدور الاول في النجاح أو الفشل».

متل الحلم…

وعن طموحاته يقول: «كثر يعتقدون أنّ نجوميّتي جاءت بسرعة ولكن الحقيقة أنني عندما بدأت كنت من أصغر الفنانين فكان عمري 12 عاماً عندما انطلقت، وقد مررت بصعوبات كثيرة ومررت بلحظات فشل.

وبعد عشر سنوات من الصعوبات استطعت أن أقدّمَ «رح تعملّي بالأعصاب» وأن أكتسب شهرة معيّنة ولكنّ الناس يتعرفون الينا عندما نصبح تحت الضوء ولكنّ الحقيقة هي أنّ النجاح تسبقه عذابات وصعوبات كثيرة. ما حققته الى اليوم كان حلماً بالنسبة لي وأنا أستمرّ بتحقيقه مع كل عمل جديد أتطوّر من خلاله ويكبر معه جمهوري».