Site icon IMLebanon

القوات: سنلتقي مع “سعيد”!

كتب فادي عيد في صحيفة “الديار”:

استوقف الكلام الذي نقل عن الدكتور فارس سعيد بحق «القوات اللبنانية»، والذي اضطره إلى توجيه رسالة عبر «تويتر» مصحّحاً، وعلى هذه الخلفية نفى سعيد لـ«الديار» نفياً قاطعاً أن يكون تحدّث عن أنه يرفض «الهيمنة» القواتية في منطقة جبيل، وقال: معركتي في جبيل وكسروان موجّهة ضد وصاية «حزب الله» العقارية والأمنية والسياسية والإنتخابية والإدارية على المنطقة، وكل من يتحالف مع الحزب في معركة جبيل وكسروان هو خارج إطار تحالفاتي الإنتخابية، ولو كنت سأخوض هذه المعركة بمفردي من دون حلفاء محليين، فسأقوم بذلك تحت هذا العنوان، وليس لي أي خصم سياسي أو انتخابي غير «حزب الله» وحلفائه في المنطقة.

وعن تحالفاته الإنتخابية المقبلة، أكد سعيد، أن التحالف سيكون محلياً في الإنتخابات المقبلة مع القوى السياسية المحلية التي تشاطرني الرأي السياسي وترفض هيمنة الحزب التي أصبحت ثقيلة جداً على كاهل المنطقة.

أما بالنسبة للعلاقة مع «القوات»، أشار إلى خلاف ذي طبيعية إنتخابية، وأنه حريص على عدم تحويله إلى خلاف شخصي أو إلى سجال بينه وبين «القوات». وأكد أن هذا الموضوع له علاقة بطبيعة القانون الإنتخابي والتحالفات الإنتخابية، وليس بأي شيء آخر. لافتاً إلى أنه لـ«القوات اللبنانية» الحق الكامل والشامل في اختيار حلفائها لأنها تريد من خلال هذا التحالف الإنتخابي أن تكون موجودة كـ «قوات» في جبيل وكسروان.

في المقابل، وجد أنه يملك الحق كشخصية سياسية جبيلية وكسروانية ومارونية في أن يكون له أيضاً «الحق في الوجود والحضور في منطقتي بشكل مستقلّ عن كل القوى السياسية الأخرى»، لافتاً إلى أنه أمر طبيعي تقوم به «القوات»، كما أنه شيء طبيعي يقوم به هو أيضاً.

واعتبر سعيد، أن «القوات» لم تدخل إلى كسروان وجبيل من خلاله، بل بفضل تضحياتها، كما أكد أنه ليس «اختراعاً قواتياً في المنطقة»، فـ«القوات» موجودة وأنا موجود، وعلينا أن نخوض المعركة الإنتخابية بشكل ديمقراطي.

من جهته، أكد مصدر في «القوات اللبنانية»، أن «القوات» تأخذ في الإعتبار ما نشره سعيد من توضيح حول ما نقل عنه وتناول «القوات»، علماً أنها استغربت هذا القول، وهي لم تكن أساساً في وارد تصديقه، لأنه لا يمكن له أن تكون مع الأحزاب عندما تكون حليفة له، وضدّها عندما تكون ضدّه انتخابياً. فهو كان حليفاً لـ «القوات» في دورتي الـ2005 و2009، وهي قاتلت عندما كان هناك، ومن داخل 14 آذار، من يرفض ترشيح سعيد لاعتبارات مرتبطة باتصالات جرت آنذاك بين الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري. فـ«القوات» تقدّر القوى السياسية المستقلة، ولم تكن يوماً في مواجهتها، وهي عندما رشّحت زياد حواط، اختارته كحليف، وهو شخصية مستقلة، إذ هي تؤيّد الحالات المستقلة، ولكن شرط أن تتّفق معها على رؤيا سياسية مشتركة متصلة بالدور المسيحي والبعد السياسي والتوازنات الداخلية وبالتكامل السيادي والميثاقي والإصلاحي. وأشار المصدر «القواتي» إلى أن هناك معركة انتخابية في جبيل ومرشّح «القوات» هو حواط، وقد قدّم نموذجاً على مستوى رئاسته لبلدية جبيل، وبالتالي، فإن التقاطع معه أتى انطلاقاً من تشكيل مشروع سيادي إصلاحي يستطيع التغيير داخل البيئة السياسية الوطنية، ويعطي اللبنانيين أملاً بلبنان جديد.

وأضاف، أن «القوات» خاضت مع سعيد معارك وطنية، وسنلتقي معه في معارك سيادية مستقبلية وفي مواجهات مقبلة، ولكن اليوم لكل منا مقاربته وقراءته لطبيعة المرحلة السياسية التي بدأت مع التسوية السياسية. وطبعاً نقرّ بوجود تمايزات سياسية داخلية تتّصل بقراءة موضوعية لكيفية المواجهة أولاً، وللدور الوطني المسيحي ثانياً، وبالنظرة إلى الواقع المجتمعي اللبناني ثالثاً، وبأننا لا نناضل انطلاقاً من أولوية واحدة وإهمال الأولويات الأخرى، ونحن رأس حربة في مواجهة «حزب الله» ونتصوّر المعارك السيادية. وبالتالي، لا يستطيع أي كان، سواء في 14 آذار أو خارجها أن يزايد على «القوات» في السياسة لأنها تصدّرت تاريخياً المواجهة السيادية وستبقى، ولكنها حريصة على بقاء اللبنانيين في أرضهم وتأمين شروط هذا البقاء.