يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى ابرشية سيدة لبنان – لوس انجلس، الولايات المتحدة الاميركية، وقد توجه صباح اليوم من ولاية ميشيغان الى مدينة سولت لايك سيتي عاصمة ولاية يوتا UTAH.
الراعي، وفي المطرانية اللاتينية، في ولاية يوت، جدد التأكيد ان استمرار وجود اللاجئين الى لبنان المسيحيين والمسلمين يشكل عبئا وخطرا سياسيا وديمغرافيا واقتصاديا وامنيا”.
واضاف ردا على سؤال: “اذا كان في نية المجتمع الدولي توطين اللاجئين في لبنان، فهذا امر مرفوض من قبل جميع اللبنانيين وفي الدستور اللبناني. وهذا خطر كبير يهدد الاستقرار في المنطقة. ومع تضامننا الانساني الكامل مع النازحين، لم يعد باستطاعة لبنان واللبنانيين تحمل المزيد من تداعيات النزوح”.
بعد ذلك، عقد لقاء مسكوني ضم ممثلين عن الطوائف المسيحية والاسلامية في الولاية، وكانت كلمة للبطريرك الراعي، اعرب فيها عن استغرابه من طريقة تعامل المجتمع الدولي الذي يكتفي بتهنئة لبنان على استضافته للنازحين دون تحمل مسؤوليته كما يجب حيال ذلك. فاذا بقي النازحون لمدة اطول بفعل استمرار الحروب، فهذا يعني ان المجتمع الدولي يساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تحضير ارهابيين واصوليين في الشرق، وربما في لبنان، عبر تغافله عن القيام بواجبه”.
اضاف: “لبنان يتأثر بمحيطه وهو صغير المساحة، ولكنه يحمل رسالة كبيرة وبحكم موقعه الجغرافي على باب المتوسط فهو يتأثر بالتدخل السياسي من الخارج، خصوصا اذا مس هذا التدخل الانتماء الديني او الطائفي”.
ثم زار الراعي دير الراهبات الكرمليات، حيث اقام الصلاة في كنيسة الدير على نية السلام في لبنان والشرق الاوسط.
وفي كنيسة القديس منصور دو بول، حيث احتفل الراعي بالذبيحة الالهية، قال في عظته: “لبنان حامل رسالة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، المنظم في الدستور، وفي الميثاق الوطني، بحيث ان المسيحيين والمسلمين يشاركون في الحكم والادارة بالمساواة والتوازن. وبنتيجة ذلك، نظام لبنان ديمقراطي برلماني، ولا يمكن ان يحكم من فئة دون سواها، ولا ان يتخذ منحا ديكتاتوريا.
وفي كلمة له خلال العشاء الذي اقامته رعية مار لابا بعد القداس، شدد الراعي على “ضرورة حفاظ اللبنانيين على روابطهم بوطنهم الام لبنان وعلى استعادة جنسيتهم اللبنانية في حال فقدوها”.