ذكرت صحيفة “الديار” ان الرئيس سعد الحريري سمع النصائح الروسية في زيارته الاخيرة لموسكو ولقائه الرئيس بوتين والقيادة الروسية، وما زال يعمل تحت سقفها وعنوانها «روسيا لن تخرج من سوريا قبل القضاء على الارهاب، وقيام دولة لجميع الاطياف السورية»، فسأله الحريري: اين الرئيس بشار الاسد منها؟ فرد بوتين «الاسد شريك»، وقاطعه الحريري و«حزب الله»، فرد بوتين «شريك ايضاً»، وفهم الحريري الرسالة جيداً، ومدى ذهاب روسيا في الازمة السورية الى الاخير، مع تفهمها لمصالح جميع اللاعبين.
واكتشف الحريري ايضاً، ان لبنان غير موجود على طاولة البحث والنقاش، الا من باب عمل حزب الله ودور الاجهزة الامنية في محاربة الارهاب، واجمع المسؤولون الروس على توجيه النصائح بالحفاظ على البلد واستقراره، والمظلة الدولية فوق رأس لبنان، لكن الرئيس الروسي لم يطلب من الحريري الانفتاح على الرئيس الاسد خلافاً لما تردد في بيروت، مع ضرورة حل اي خلاف بالحوار، دون توتر خصوصاً في ملف النازحين، والحفاظ على اطر معينة للتواصل.
وهذا الكلام سمعه الرئيس الحريري ايضاً من وزير خارجية روسيا لافروف ومساعده بوغدانوف اللذين حاولا «ممازحة» الحريري والوفد اللبناني بانتقادات الى الاداء السوري في بعض مفاصله اليومية، دون «الدق» بالاستراتيجيا.
وفي اجتماع حضره السفير اللبناني في موسكو شوقي ابو نصار «ابن الجبل» اوصى بوغدانوف للوفد ان لا تقسيم في سوريا بالقول «ما في دولة بالسويداء» مش هيك يا شوقي، رغم ان بعض اعضاء الوفد اللبناني اوحوا ان اللقاء مع بوغدانوف كان شاملا كل القضايا اللبنانية والسورية والدولية جراء حب وضعف بوغدانوف تجاه لبنان وبالاخص النائب وليد جنبلاط وحزبه، حيث العلاقة تعود بين الطرفين الى حرب الجبل والحقبة السوفياتية. حيث كان بوغدانوف مستشاراً في السفارة السوفياتية بدمشق ويتولى التنسيق مع مسؤولي الاشتراكي بشأن الدعم للحزب. ونشأت صداقة منذ تلك الايام، حيث كان بوغدانوف يتنقل من قرى الجبل ويعرف معظم مسؤولي الاشتراكي، وبوغدانوف الان يستقبل تيمور وليد جنبلاط في موسكو، ويقدمه سياسياً للقيادة الروسية مع قرب توليه مهامه في لبنان.
علماً ان لافروف كان قد نصح جنبلاط في لقاء جمعهما في 2011 «الاسد باق» ونصحه بعدم قطع التواصل مع القيادة السورية، ولم يأخذ جنبلاط بالنصيحة.
وذكر ان جنبلاط خلال زيارته لموسكو ومنذ اشهر اعتذر من لافروف عما بدر منه تجاه روسيا لوقوفها الى جانب سوريا فرد لافروف ممازحاً «لم اسمع شيئاً هل قلت فعلاً هذه الانتقادات». وضحك الجميع.
لذلك، فان الرئيس الحريري الذي سمع من القيادة الروسية هذه النصائح يعمل بها لاستقرار البلد، ويعمل لتعاون الاطراف كافة ولن تهز الحكومة اية خلافات وتصريحات وتوترات داخلية وخارجية، علماً ان كل الخطابات حتى أيار 2018 انتخابية بامتياز.