يشهد المتن الشمالي حراكا انتخابيا تصاعديا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، في هذه الدائرة التي ينحصر تمثيلها بثمانية نواب (4 موارنة، 2 أرثوذكس، 1 كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس).
وتظهر حتى الساعة بوادر عدة لوائح في هذا القضاء الذي يمثله اليوم خمسة نواب من التيار الوطني الحر ونائب لكل من الطاشناق والكتائب، إضافة الى النائب ميشال المر.
٭ اللائحة الأولى تتألف من مرشحي التيار الوطني الحر، والواضح أن التيار سيغير في عدد من الأسماء داخل لائحته التي تضم حتى اليوم النواب ابراهيم كنعان ونبيل نقولا وغسان مخيبر والمرشحين الياس بوصعب وإبراهيم الملاح وطانيوس حبيقة وإدي معلوف.
وعلى المقلب الأرمني، تؤكد مصادر الطاشناق لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن حلفها مع التيار ثابت وسيكون للحزب مرشح على اللائحة، فيما تقول مصادر أخرى إن الحلف مع النائب ميشال المر، وفي حين تقول مصادر إن المشكلة عند هذا الفريق ستكون في توزيع الصوت التفضيلي على 7 أسماء، وذلك سيؤدي الى خلافات وتجاذبات وتشطيب داخل اللائحة الواحدة، تشير مصادر أخرى الى أن التيار لايزال الأقوى في القضاء جراء «تقليعه» بنحو 25 ألف صوت من دون أي حليف، ما يمنحه نحو 3 مقاعد نيابية إذا ما اعتبرنا أن عتبة تمثيل كل لائحة (الحاصل الانتخابي) تبلغ 10 آلاف صوت، علما أن غالبية القوى تتوقع أن يتجاوز عدد المقترعين عتبة الـ 107 آلاف ناخب، أي ما نسبته 60% من المسجلين على لوائح الشطب، ما يرفع الحاصل الى أكثر من 13 ألف صوت.
٭ اللائحة الثانية تشكلها القوات اللبنانية، وحيث ان كل المؤشرات توحي بأن كلا من القوات والتيار يتجه الى تشكيل لوائح منفصلة. ويرأس لائحة القوات إدي أبي اللمع الذي يشير الى أن الحزب لا يزال يدرس وضع تحالفاته ولديه خيارات عدة، أحدها التحالف مع مستقلين، والمستقلون هنا كما تقول بعض المصادر هم رئيس حركة «المستقلون» رازي الحاج المرشح عن المقعد الماروني وصاحب الرصيد الخدماتي، والكتائبي السابق ميشال مكتف عن المقعد الكاثوليكي، رغم أن المقربين منه ينفون فرضية ترشحه مع القوات.
وثمة من يتحدث عن ترشح الوزير ملحم الرياشي عن هذا المقعد (حل في المركز الأول كاثوليكيا في مختلف الاستطلاعات).
٭ اللائحة الثالثة كتائبية يرأسها النائب سامي الجميل الذي يفترض أن يعيد نسج تحالف انتخابي مع النائب ميشال المر كما في 2009، وحيث ينقل عن مصادر المر أن مصلحة الأخير في عدم التحالف مع التيار إلى جانب بو صعب، إذ سينعكس وجودهما في اللائحة نفسها سلبا على المر، خصوصا أن التيار لن يكون ضامنا الفوز بمقعدين أرثوذكسيين في القانون النسبي.
فيما، من جهة أخرى، هناك من يرى أن ترشح المر إلى جانب الجميل سيعوم الأخير الذي سيستفيد من أصوات الأول لرفع رصيد لائحته، وبالتالي سيخسر المر مقعده لعدم قدرته على منافسة الجميل في الأصوات التفضيلية، علما أن المرشح عن المقعد الماروني الذي سبق أن ترشح على لائحة الجميل في الانتخابات السابقة سركيس سركيس، لم يحسم أمره حتى الساعة، ومن الممكن أن يشكل إضافة على اللائحة طبقا للأرقام العالية التي ينالها في الاستطلاعات. (ثمة من لا يستبعد فرضية ترشح سركيس مع القوات هذه المرة). ومن الأسماء المطروحة على هذه اللائحة المرشح سلمان سماحة (عن المقعد الكاثوليكي ضمن حصة الجميل).
يشار الى أن المنافسة تحتدم أيضا على استقطاب التكتلات المذهبية التي لا تحظى بمرشح لها. أصوات الشيعة (أكثر من خمسة آلاف) والسنة (نحو ألفي صوت) والدروز (نحو 2500) والسريان (نحو خمسة آلاف) واللاتين التي باتت طبقا دسما للماكينات، خصوصا أنها قادرة، وفق القانون النسبي، على إحداث خرق في نتيجة مرشح وتعويمه على منافسه أو إضافة اسم مرشح الى لائحة نتيجة كسر «الحاصل الانتخابي». وقد بات الصوت الشيعي يشكل ثقلا جديا في بلدات ساحل المتن (النبعة برج حمود الفنار «حي الزعيترية» الرويسات «جديدة المتن»)، إذ زادت نسبة الناخبين نحو 50% عما كانت عليه عام 2009، فارتفع العدد من نحو 2500 الى ما يقارب 5000، وتصب هذه الأصوات ككتلة واحدة بناء على القرار الذي يتخذه حزب الله وحركة «أمل».