Site icon IMLebanon

البطريرك يازجي من اميركا: نرفض الحلول المعلبة

قال بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي خلال افتتاح مؤتمر “الدفاع عن المسيحيين” الى جانب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، “أعبر عن فرحي لوجودي بينكم ولزيارتي الولايات المتحدة ونضم صوتنا الى صوت غبطته وننظر إلى حكومة الولايات المتحدة آملين الدفع باتجاه إيجاد حلول سلمية في العالم والشرق الأوسط، في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وكل أنحاء المنطقة. نحمل دوما وديعة السلام وبشرى الخلاص والفرح والحق. والكنيسة هي عمود الحق وسط العالم المضطرب وتبقى شاهدة للحق حتى لو رفعت على الصليب على شاكلة سيدها”.

وأضاف: “أؤكد من على هذا المنبر أن مسيحيي الشرق الأوسط باقون هناك. نحن ولدنا حيث شاء الرب أن نكون. وهناك نعيش وهناك سنموت. وكل ما يحصل من قتل وإرهاب وتكفير هو غريب عنا وعن الشرق. وهو يحمل الدمار والخراب وقتل البشر وهدم الحجر. نحن لا ننسى موضوع خطف مطراني حلب يوحنا وبولس ودمار العديد من الأديرة والأوقاف التي دمرت وحرقت وسرقت. لكن ومع كل ذلك، أؤكد لكم ورغم كل هذه الظروف القاسية، نحن باقون لأننا متجذرون في تلك الأرض كأرز لبنان. نحن لسنا ضيوفا. نحن أصحاب حق وأصحاب أرض. يسألوننا عن الوجود المسيحي. ونقول: نحن لا نستطيع تصور الشرق الأوسط من دون مسيحيين. وهذا ما يقوله المسلمون أيضا في الزمن الحاضر”.

وتابع: “نسمع عن أقلية وأكثرية. نحن لسنا أقلية. ودور المسيحيين لا يحسب بالتعداد الرقمي. نحن نؤكد على دورنا ونؤمن بالعيش الواحد المشترك. نحن رسل محبة وسلام. وندعو إخوتنا للتكاتف وبناء البلاد. نوجه الدعوة إلى كل الأسرة الدولية والمجتمع الدولي أن يعرفوا أننا هكذا وأن يدفعوا باتجاه إيجاد حل سلمي لكل ما يحصل في المنطقة وفي سوريا بالتحديد. وأختم بقول الرب: هو في وسطها فلن تتزعزع”.

ولدى إجابته على بعض الأسئلة، قال: “نحن نرفض الحلول المعلبة. لسنا مجرد تلاميذ صغار. لنا الحق أن نسمع ولدينا كلمة الحق لنقولها. نحن نريد سوريا واحدة موحدة وآمنة. ونريد لبنان واحدا وموحدا وآمنا. من حقنا أن ننشد وحدة بلادنا ومن حقنا كمشرقيين أن يكون لنا كلمة في تقرير شؤوننا ومصيرنا”.

وكان التقى اليازجي في إطار زيارته للولايات المتحدة، أعضاء من الكونغرس وشارك في ندوة في مركز دراسات هدسون وشارك في افتتاح مؤتمر IDC عن المسيحيين في الشرق. وجرت اللقاءات في حضور مطران أمريكا جوزيف زحلاوي والوفد المرافق.

وفي اللقاء مع بعض أعضاء الكونغرس، تطرق يازجي إلى “ما يجري في الشرق وإلى ثوابت الكنيسة الأنطاكية ومبادئها في خضم الأحداث في سوريا”. ولفت الى أن “ما يجري فيها من إرهاب هو غريب عن ماضي وحاضر العلاقة بين كل أطيافها”. وشدد على “الدور المطلوب من الجميع في نقل صورة حقيقية عما يجري”، لافتا إلى أن “منطق الأكثرية والأقلية لا يقوم ههنا لأن المسيحيين أصلاء في الشرق وكان لهم وما زال دور طليعي وريادي سياسي ووطني واقتصادي وثقافي وذلك في كل بلدان المشرق بما فيها سوريا ولبنان”. وأكد أن “منطق التقسيم هو أسوأ ما يمكن”.

وكانت ليازجي ندوة في هذا السياق في مركز هدسون للدراسات، قدم فيها صورة عما يجري من أحداث. فنوه بدور الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، “وهي الناطقة بالعربية، والمسيحيين المشرقيين عموما في بناء جسور الحوار بين الشرق والغرب والمسيحية والإسلام”. وأشار إلى “الجهود التي تبذلها البطريركية عبر دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في مد يد المساعدة إلى كل إنسان ومن كل الأطياف”.