كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
لعب التدوين المرئي دوراً كبيراً في نشر الأخبار على مواقع التواصل وصفحات الويب وبرامج الدردشة في الآونة الأخيرة، حيث يتمّ إستخدامُه كطريقة سهلة وموثوقة للنشر، تعتمد على بثّ مقطع فيديو مسجّل أو منقول مباشرة من خلال الهاتف الذكي للمتابعين.
تنتشر أخيراً ظاهرة تُدعى بالتدوين المرئي عبر فيديوهات مسجَّلة مسبقاً أو عبر البثّ المباشر للأحداث، خصوصاً على قنوات يوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي وحتى عبر برامج الدردشة وصفحات الويب.
وفي هذه الحالة ينشر أصحابُ هذه الفيديوهات أموراً مرتبطة بأحداث تخصّ الشخصَ نفسَه أو مناسباتٍ خاصة وفعاليات وغيرها من الأمور الإجتماعية.
كذلك يعمد العديد من المستخدمين الى إعتماد طريقة البثّ المرئي لإبداء الرأي في أمور سياسية، كمنصّةٍ تشبه الإطلالات التلفزيونية في الوقت الحقيقي للوصول الى المتابعين.
ملامحُ إيجابية
يجذب التدوينُ المرئي المتابعينَ أكثر من التدوين التقليدي، ويوفّر تجربةً ممتعة بدلاً من المعلومة الجافة، إضافة الى أنه ينقل الكثير من جوانب الخبر التي لا يمكن ملاحظتها من خلال النص المكتوب أو الصورة فقط.
لذلك، إنّ التدوين المرئي مفيدٌ لأولئك الأشخاص الذين يريدون تغطية حدث دون تكبّد عناء كتابته وصياغته، أو للذين لا يملكون الوقت للقيام بذلك، وبالتالي هم ينقلونها عبر شاشة الكاميرا فقط مع الإكتفاء بإضافة عنوان صغير لجذب المتابعين.
فالتدوينُ المرئي الذي ينتشر على شبكات التواصل لا يحتاج الى الجهد والوقت. فغالبيته عبارة عن فيديوهات غير ممنتجة مصوّرة عبر مسك الهاتف باليد، ما يعني أنّ الصورة يمكن أن تكون غير ثابتة.
وعلى الرغم من ذلك، هذا لا يشكل أيَّ عائق أمام هذه الظاهرة التي لا تخضع الى أيِّ شروطٍ إخراجية إطلاقاً. لكنّ هنالك بعض المدوّنين الذين يتعاطون مع التدوين المرئي بشكل إحترافي أكثر، من خلال منتجة وإضافة المؤثرات والنصوص والموسيقى الى الفيديوهات، ما يجعلها أكثرَ متعةً عند المشاهدة.
ملامحُ سلبيّة
في المقابل هنالك بعضُ السلبيات في هذه الظاهرة، هي أنّ جمهور هذا النوع من المحتوى هو المتابعون فقط، أو الذين يعرفون الشخص وينجذبون إليه ولأسلوبه ويتابعون جديدَه. كذلك هنالك مشكلة أخرى مهمة وهي مشكلة الخصوصية، لأنّ الفيديو هذا حتى لو لم يشارك الشخص معلومات حسّاسة عن حياته، قد يُستخدَم ضده يوماً ما، إضافة الى أمكانية تجاوز حرّية وخصوصيّة الآخرين الذين يظهرون في الفيديوهات.
فكم تنتشر على الصفحات وعلى مواقع الويب فيديوهات تمّ إلتقاطُها في أماكن عامة يظهر فيها عشرات الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالفيديو ولا بالمحتوى الذي يحاول المدوّن إيصاله الى العلن.