تؤكد مصادر دبلوماسية غربية للوكالة “المركزية”، أنّ كل التطمينات التي سمعها كبار المسؤولين الغربيين ولا سيما الاوروبيين من نظرائهم اللبنانيين الذين زاروهم اخيرا حاملين ما اعتبروه ضمانات بعدم اقدام ايّ فريق لبناني على تفجير الاستقرار في لبنان، لم تقنع هؤلاء ولم تثلج صدورهم. فالتصريحات الصادرة من اكثر من جهة اقليمية وتحديدا اسرائيل وايران لا تبعث على التفاؤل، خصوصا اذا ما أُخذ في الاعتبار تحديدا موقفا الرئيس الايراني حسن روحاني الذي تساءل فيه “هل من الممكن اتخاذ قرار حاسم في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج، من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟”، ووزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، “إن إطلاق النار الأخير من سوريا لم يكن عن طريق الخطأ، وإنما كان مقصودا وقامت به خلية تابعة لحزب الله بأمر مباشر من نصر الله من دون علم نظام الأسد”.
وما يعزز المخاوف الغربية ايضا وفق المصادر، ارتفاع منسوب السخونة الدولية والاقليمية بين واشنطن الماضية في سبحة عقوباتها ضد حزب الله وسائر اذرع طهران العسكرية في المنطقة والدولة الفارسية التي تقابل التصعيد الاميركي بالتلويح باستخدام اوراقها الامنية حيث مناطق نفوذها في الشرق الاوسط الممتدة في الدول التي اشار اليها روحاني في رد غير مباشر على ادارة الرئيس دونالد ترامب، خصوصا ان طهران لا تتوانى لا بل تتعمد تظهير نفوذها وتأثيرها على السياسات اللبنانية، ان في المواقف المعلنة لكبار مسؤوليها او في مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله التي تشكل لسان حال طهران، من دون التشكيك للحظة ان حزب الله يغلِّب المصلحة الإيرانية على اللبنانية ، او في حركة موفديها الناشطة في اتجاه بيروت لنقل الرسائل الى من يعنيهم الامر.
وتخشى المصادر من ان يعمد حزب الله اذا ما وصلت الامور الى حائط مسدود بين ايران والولايات المتحدة الاميركية على خلفية ملفها النووي من جهة وبينها وبين القوى الدولية عموما على خلفية عدم منحها حصة “حرزانة” تثبّت نفوذها في المنطقة في التسويات السياسية التي تُنسج داخل جدران غرف دوائر القرار المغلقة ان تعمد على قاعدة ” عليي وعلى اعدائي يا رب” الى تفجير ساحات نفوذها والساحة اللبنانية ابرزها، نسبة لتأثيرها المباشر على اسرائيل التي تصنفها واشنطن خطا احمر ممنوع تجاوزه، كما تحرص روسيا على عدم مس امنها القومي كما وعد الرئيس فلاديمير بوتين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتبعا لذلك، تعتبر المصادر ان مواقف بعض المسؤولين اللبنانيين الرسميين والحزبيين عن عدم تدخل ايران في شؤون لبنان الداخلية والتمسك باستقرار الداخل والتعويل عليها للاطمئنان بأن لبنان في أمان وبمنأى عن حرب المحاور، لا تشكل ضمانات ولا تتعدى كونها تطمينات ظرفية تقتضيها طبيعة المرحلة، قد تتلاشى مع اول طلب ايراني من حزب الله بإشعال فتيل الحرب في الجنوب لمصلحة الدولة الفارسية، وانه استنادا الى المعطيات المشار اليها، يتوجب على لبنان الرسمي التنبه لما قد يُفرض عليه اذا ذهبت الرياح الدولية حيث لا تشتهي السفن الايرانية.
وتعتبر المصادر انّ ازدياد القلق الغربي، اضافة الى كل ما تقدم، يبرره ايضا ازدياد الترسانة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان خصوصا بعدما عجز مجلس الامن ابان التجديد للقرار الدولي 1701 عن تحويل قوات اليونيفيل الى قوة ردع ما ترك هامش توسيع ترسانة حزب الله واسعا.