كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:
بدءاً من اليوم، لا تفكّروا فقط في شراء الكوسا لحشوها باللحمة والأرزّ أو تقطيعها على شكل دوائر لتتبيلها مع الزيت والحامض أو إضافتها إلى شوربة الخضار! في الواقع أضحى بإمكانكم الإفادة من هذا النوع من الخضار الصحّية كبديل مثالي للنودلز التقليدية، وهو الأمر الذي يجتاح حالياً المطابخ الأجنبية. لكن ما أهمّ الأسباب التي يجب أن تدفعكم إلى الإقدام على مثل هذه الخطوة الفريدة من نوعها؟لا عجب في أن تقرأوا كلمة “Zoodles” باستمرار أثناء تصفّحكم المواقع الإلكترونية المعنيّة بعالم الغذاء والأطباق الصحّية، والتي هي مزيج لمصطلح كوسا باللغة الإنكليزية “Zucchini”، ومعكرونة النودلز (Noodles) التقليدية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أفادت إختصاصيةُ التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ”الجمهورية” أنّ “الكوسا بمختلف أشكالها وألوانها تملك فوائد غذائية وصحّية عديدة بفضل غناها بمجموعة فيتامينات كالـA المهمّ لخفض الإلتهاب وحماية العين والرؤية، والـ C الضروري لمحاربة علامات التقدّم في العمر والحفاظ على بشرة صحّية وجهاز مناعي قويّ، وB خصوصاً B6 الذي يلعب دوراً وقائياً من مشكلة فقر الدم.
جنباً إلى مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من أمراض خطِرة لا تُحصى، ومجموعة معادن يترأسها البوتاسيوم المفيد للعضلات والجهاز العصبي والحفاظ على انتظام دقات القلب”.
سَهلة التحضير
واستكملت حديثها قائلةً إنه “يمكن استمداد كل الإيجابيات المذكورة عند طبخ الكوسا بطريقة صحّية، بما فيها عند استخدامها كبديل للنودلز. في الواقع، إنّ إدخال الزودلز إلى النظام الغذائي يسمح بتعزيز كمية الخضار المستهلكة يومياً، خصوصاً بالنسبة إلى الأولاد بما أنهم يحبّون النودلز عموماً، ما يشكّل طريقةً ذكية لحثّهم على تناول الخضار، ومساعدتهم على محاربة البدانة، وضمان معدل وزن طبيعي، وتزويد أجسامهم بأهمّ المغذّيات والألياف التي تقمع مشكلة الإمساك الشائعة”.
ولفتت أبو رجيلي إلى أنّ “الزودلز لا تتميّز فقط بنكهتها اللذيذة وكالوريهاتها الخفيفة، إنما أيضاً بطريقة تحضيرها السهلة جداً والتي لا تستغرق سوى بضع دقائق! يكفي شراء آلة مخصّصة لتقطيع الطعام على شكل “Spiral”، ثمّ وضع الكوسا لتقطيعها والحصول على شكل مُشابه تماماً للنودلز التقليدية، وأخيراً غَليها نحو 3 دقائق”.
الفارق بينها وبين النودلز
وفي مقارنةٍ لها بين الزودلز وأنواع النودلز الأخرى المحّضرّة بواسطة الطحين، كشفت أنّ “الأولى تحتوي سعرات حرارية ونشويات أقلّ بكثير، بحيث إنّ كل كوب منها يؤمّن ما بين 30 إلى 40 كالوري و5 غ من النشويات، في حين أنّ مجموع الثانية يرتفع ليبلغ نحو 210 كالوري و40 غ من النشويات للكمية ذاتها”.
وأضافت أنّ “ما يميّز الزودلز أيضاً غناها بالفيتامينات ومضادات الأكسدة والبوتاسيوم، أمّا النودلز فصحيح أنها قد تحتوي كمية بروتينات أكثر ولكنها لا تزوّد الجسم بالمغذّيات الضرورية. لذلك فإنّ الزودلز تتفوّق حتماً على المعكرونة العادية”.
ودعت بشكل خاصّ الأشخاص الذين يريدون التخلّص من كيلوغراماتهم الإضافية إلى “الإفادة من الزودلز لبلوغ هدفهم، إذ بإمكانهم إستهلاك 2 إلى 3 أكواب منها من دون الحصول على سعرات حرارية كثيرة، وهي كمية كبيرة تؤمّن لهم الشبع والرضا بنحو فقط 200 كالوري تقريباً. أمّا تناولهم الجرعة ذاتها من النودلز فسيمنحهم ما بين 400 إلى 600 كالوري”.
وأشارت خبيرة التغذية إلى أنّ “الزودلز تُلائم أيضاً كل شخص يعاني حساسية على مادة الغلوتين لخلوّها منها تماماً، بعكس غالبية أنواع النودلز المصنوعة من الطحين الذي يحتوي الغلوتين”.
كيف تستهلكونها؟
وأكّدت أخيراً أنّ “الحصول على كمية طعام أكبر بوحدات حرارية أقلّ ومن دون الشعور بالذنب ليس بالحُلم، إذ يمكن تطبيق ذلك من خلال الزودلز تماماً كما هو حال غالبية أنواع الخضار. لذلك لا تتردّدوا في تحضير الكوسا على شكل “Spiral” وإضافة إليها جبنة الموزاريلا مع صلصة الحبق والبندورة والتلذّذ بـ3 أكواب منها جنباً إلى صدر الدجاج المشويّ، أو السمك، أو ثمار البحر مع الخضار. كذلك بإمكانكم خلطها مع الصلصة الحمراء الحارّة أو الثوم أو صلصة الزنجبيل أو الحمّص المتبّل، أو إضافة إليها بهارات النودلز”.