أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “تنتهي الحروب والنزاعات في بلدان الشرق الأوسط، ويحل سلام عادل وشامل ودائم فيها، داعياً لـ”عودة جميع اللاجئين والنازحين والمخطوفين، وعلى رأسهم مطراني حلب بولس يازجي للروم الأورثوذكس، ويوحنا ابراهيم للسريان الأورثوذكس، والكهنة والرهبان”، وقال: “نصلي من أجل عودتهم إلى أراضيهم وأوطانهم، بحكم حقوق المواطنة، وحفاظا على ثقافات بلدانهم وحضاراتها وتاريخها المكتوب على أرضها. فلا يكونوا عبئاً على غيرهم، ولا يبقون في حالة عيش من البؤس والفقر والحرمان. وهي حالة تنتقص من كرامتهم”.
الراعي، وخلال زيارته اكليريكية سيدة لبنان المارونية في اطار جولته الى الولايات المتحدة الاميركية، أضاف: “وعلى وجه التحديد، يجب أن يعود الفلسطينيون والعراقيون والسوريون إلى أوطانهم، ليواصلوا فيها حياتهم مع مواطنيهم الذين قاوموا بتمسكهم بأرضهم وبعيشهم عليها، بالرغم من كل الصعوبات. العودة هي حقهم المدني والسياسي وقد أقرتها المعاهدة الدولية التي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة في 16 كانون الأول 1996 موقعة من 140 دولة ومن بينها دول الشرق الأوسط”.
وتابع الراعي: “بالنسبة إلى النازحين السوريين فقد أقر اتفاق الأستانا بين روسيا وتركيا وإيران، في 17 أيار 2017، إقامة أربعة مناطق آمنة لهم في كل من أرياف: إدلب، وشمالي حمص، وشرقي الغوطة، وجنوبي سوريا. وقد أقرّ ترسيم خرائط هذه المناطق في 22 أيار من السنة عينها، فلا بد من عودة الجميع إليها، بدءا بالذين في لبنان”.
من جهة أخرى، لفت الراعي الى أنّ المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط مدعوون ليكونوا مثل حبات قمح، يعطون من قمح محبتهم وقيمهم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، ومن قمح روح السلام واحترام الآخر المختلف”.
وختم الراعي: “إنّ منظمة الدفاع عن المسيحيين IDC تدافع عن هذا الحضور ودوره. وتبين أنّه حاجة دائمة لحياة الشرق الأوسط، والمسيحيون متواجدون فيه منذ ألفي سنة. هم من صميمه وصميم تكوينه الثقافي والحضاري. ويعيشون مع المسلمين منذ ألف وثلاثماية سنة، وقد تجاوزوا جميع الصعوبات والمحن، وحافظوا على بناء العائلة الواحدة، ويريدون إعادة بنائها بجمع شملها الذي فرقته الحروب الدائرة”.