كتب حسن سلامة في صحيفة “الديار”:
قبل حوالى سبعة اشهر من موعد الانتخابات النيابية بدأت كل القوى السياسية الراغبة بدخول المعركة وتعد العدة لهذه المعركة من حيث حضورها الشعبي ومحاولة تحسين هذه الحضور، الى جانب ما يتوقع من تحالفات في الدوائر المعنية، وانتهاء بالحصة التي يرغب هذا الفريق او تلك القوة الحصول عليها، حتى يكون له موقع مقرر في مرحلة ما بعد الانتخابات من حيث ادارة شؤون البلاد وانتهاء بمسار استحقاق رئاسة الجمهورية.
ومن هذا المنطلق، يشير مصدر سياسي في احد القوى الاساسية داخل فريق 8 آذار الى ان كل الاطراف تعلق اهمية كبرى على نتائج الانتخابات المقبلة، ولذلك هناك توجس غير عادي لدى معظم هذه القوى من مسار الانتخابات على اعتبار ان لا احدا يضمن ان يفوز بنفس عدد النواب التي كان فاز بها في انتخابات العام 2009، ربما باستثناء الثنائي الشيعي الذي يرجح ان يحصل على نفس عدد النواب الحاليين او على الاقل حصول خرق في دائرتي الجنوب وبعلبك – الهرمل بنائبين او ثلاثة، بعكس الدوائر الاخرى التي يتوقع حلول خروقات كبيرة فيها، بل ان اي فريق لا يضمن حصول على جزء من نوابه الحاليين في هذه الدائرة او تلك.
وعلى هذا الاساس، يلاحظ المصدر ان كل المكونات السابقة لفريق 14 آذار من المستقبل الى «القوات اللبنانية» مرورا بحزب الكتائب ومعهم الحزب الاشتراكي وقوى وشخصيات اخرى في وضع قلق ازاء ما قد ينتج من الانتخابات لان القانون الجديد للانتخابات ترك الامور ضبابية بما خصّ النتائج بعكس قانون الستين بينما يسود الارتياح والتفاؤل لدى مكونات 8 آذار بدءا من حزب الله الى حركة «امل» ومعهم كل حلفائهما في الطوائف الاخرى السنية المسيحية والدرزية.
وفي المعطيات لدى المصدر المذكور ان ما يدفع لهذا القلق لدى القوى التي كانت منضوية في 14 آذار في مقابل الارتياح لدى فريق 8 آذار يعود الى الاتي:
1- ان نتائج الانتخابات في العام 2009 اعطت قوى 8 آذار نسبة اكبر بكثير مما حصلت عليه اطراف الفريق الاخر لكن حصول قوى الفريق الثاني على عدد اكبر من النواب مرده الى اعتماد القانون الاكثري الذي يحرم اي كتلة او جهة سياسية تحصل على اقل من 50 بالمئة بفارق بسيط من الحصول على اي مقعد نيابي بينما طبيعة القانون الجديد تمكن كل تحالف سياسي او كتلة معينة من الحصول على مقاعد في هذه الدائرة او تلك وفقا لما حصلت عليه من الاصوات بعد انجاز عملية احتسابها على اساس الصوت التفضيلي.
2- ان الواقع الشعبي ما بين الانتخابات السابقة وانتخابات ايار العام المقبل يظهر حلول تحسن كبير في شعبية فريق 8 آذار في كل الدوائر، وهو الامر الذي تؤكد على استطلاعات الرأي وكل العاملين على الارض للانتخابات.
3- من الواضح ان اطراف 8 آذار اكثر قدرة واكثر توافقاً على تشكيل لوائح مشتركة في كل الدوائر، بعكس اطراف الفريق الآخر حيث الخلافات لم تعد خافية على أحد وباتت مطروحة في العلن، وبالاخص بين تيار المستقبل و«القوات اللبنانية»، عدا عن صعوبة حصول تحالف بين الاخير والتيار الوطني الحر، على خلفية طموح رئيس «القوات» سمير جعجع لتقاسم المقاعد مع التيار الوطني في الدوائر المشتركة وفي حين ان واقع التمثيل الشعبي يميل بنسبة كبيرة لمصلحة التيار الوطني، ولهذا تستبعد المصادر حصول توافقات انتخابية بين التيار الوطني و«القوات»، بل ان حصول توافق بين التيار الازرق والتيار الوطني الحر اقرب من الاخير، والدليل الى ذلك لجوء «القوات اللبنانية» منذ اليوم الى ترشيح عدد من الاسماء لديها الى بعض الدوائر مثل البترون وجزين وجبيل.
ويضاف الى ذلك وفق المصادر الى ما يسود تيار المستقبل من صراعات حول رغبة كبيرة من قيادي «التيار» بالترشح الى الانتخابات النيابية، وكذلك وجود تيارين داخل التيار الازرق من حيث نظرتهما لكثير من الملفات السياسية الداخلية والاقليمية.
وعلى هذا الاساس ترجح المصادر حصول مفاجآت غير عادية في الانتخابات لغير مصلحة اطراف 14 اذار، وتعطي مثالا على ذلك العديد من الامثلة ابرزها ثلاث:
– في انتخابات العام 2009 حصل مرشحو قوى 8 اذار في البقاع الغربي على ما يقارب الـ47 بالمئة، على الرغم من الثغرات التي حصلت في عملية التصويت وعملية شراء الاصوات من الفريق الاخر، ما يعني ان هذا الفريق سيخسر حكماً هيمنته على نواب هذه الدائرة.
– في زحلة حصل المرشحون المعارضون للائحة 14 اذار على ما يزيد عن 43 بالمئة من الاصوات، وهو ما يعني ايضاً استحالة فوز الفريق الاخر بكل نواب هذه الدائرة.
– في الكورة: حصل مرشحو 8 اذار على ما يزيد 46 بالمئة من الاصوات.
وتقول المصادر انه رغم هذه النتائج لم يتمكن اي من مرشحي 8 اذار من الفوز بهذه الدائرة، وهو المركز نفسه حصل في دوائر اخرى، بينما في الانتخابات المقبلة فالنتائج ستكون لصالح تحالف 8 اذار بنسبة كبيرة، نظراً لتحسن شعبية هذا الفريق اكثر مما كان عليه في العام 2009، ومنها على سبيل المثال ارجحية فوز النائب السابق اسامه سعد في صيدا والوزير السابق عبد الرحيم مراد الى جانب اخرين من مرشحي 8 اذار في البقاع الغربي، وارجحيته حصول خرق في لائحة الشوف – عاليه اي يتوقع ان تضم الاشتراكي والقوات والمستقبل وآخرين، والامر ذاته في دائرتي بيروت الاولى والثانية وزحلة – الكورة، بشري – البترون – زغرتا وصولاً الى طرابلس وعكار.
وهذا يعني بحسب المصادر ان الكتل التي تنتمي الى قوى 8 اذار مع التيار الوطني الحر لن تقل عن 75 نائباً، اي ان هذه الاطراف بعد الانتخابات هي التي ستقرر طبيعة الحكومة الجديدة الى جانب كثير من الامور الاخرى، مع ان هذه القوى قد تعيد تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.