يؤكد قيادي بارز في التيار الوطني الحر لصحيفة “الديار” انه كشف لقياديين في حزب الله وحركة امل ومجموعة من قيادات تحالف احزاب 8 آذار في جلسة حزبية مغلقة منذ اشهر ان هناك معلومات عن «قبة باط» سعودية تجاه لبنان ووجود «سخط» سعودي على اداء كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وهذا السخط تمثل في السعي السعودي لتدفيع الرئيس عون والوزير باسيل والتيار ثمن التحالف والتفاهم مع حزب الله. ويقول القيادي في التيار انه اخبر المجتمعين بأن التصعيد السعودي قادم وسيكون له اوجه مختلفة ولن يستثنى منه احد ممن تربطهم علاقات سياسية وحزبية جيدة مع حزب الله. واشار القيادي الى ان الحملة السعودية ومحاولة شد عصب بعض رموز المرحلة السابقة او ما يسمى فريق 14 آذار من المسيحيين والسنة بقيادة الرئيس سعد الحريري والدروز عبر النائب وليد جنبلاط والمسيحيين بقيادة الدكتور سمير جعجع، تركز على تطويق عون وباسيل والتيار وهذا التطويق يتمثل بعرقلة كل مشاريع التيار من كهرباء ونفايات وانماء وتطيير الانتخابات النيابية والضغط المالي والاقتصادي واستنزاف طاقات التيار السياسية في سجالات انتخابية ومناطقية. ويعتبر القيادي ان القيادة السعودية الجديدة تعتبر ان عون وباسيل والتيار يوفرون غطاء رسميا وسياسيا لحزب الله وشعبيا ومسيحيا عبر جمهورهما العريض كما يعطون بعداً وطنياً لامتداد حزب الله في كل لبنان وبتحالفاته العابرة للطوائف عبر لقاء الاحزاب وعبر التفاهمات مع كل القوى اللبنانية المنضورية في مشروع المقاومة.
ويرى القيادي ان السعوديين يعتقدون ان محاصرة عون واستنزاف سنوات عهده وارباكه سياسيا يضعفه ويؤثر ضعفه بطبيعة الحال على علاقته بحزب الله الذي يراهن على عون كـ «سد منيع اول» للدفاع عنه وكشف المشاريع ضد الحزب الآتية من الخارج والهابطة في المؤسسات وخصوصا في الوزارات الحساسة وعلى طاولة مجلس الوزراء.
ويعتبر القيادي ان كل ما كان بحوزتنا من معلومات اصبح امراً واقعاً مع وجود امر «محير» في التصرفات السعودية وهو ان التصعيد مفتوح في لبنان على حزب الله وعون وباسيل وفي كل الملفات والاتجاهات مع الابقاء على الحكومة كـ «شعرة معاوية» متبقية من التسوية الرئاسية التي انتخب عون بموجبها رئيسا للجمهورية وسمي الحريري لرئاسة الحكومة.
وهذا «ربط النزاع» بين التسوية الرئاسية وبين بقاء الحكومة كضرورة «موقتة» وضرورية لعدم تفجير الوضع اللبناني برمته، يجعل من امكانية «تطيير الانتخابات» امراً لا بد منه لمنع «تمدد» عون وتنامي شعبيته وخصوصا انه نجح في الوصول الى بعبدا رغم العقبات الهائلة التي واجهته ولم تهزمه حتى الحرب العسكرية والطائرات والدبابات لم تنه حالة ميشال عون الظاهرة والقائد الذي لا يلين ولا تضعف ارادته لا بالترغيب ولا بالترهيب. وبالتالي هذا «الفائض» من القوة والمعنويات مع وجود عون والتيار في السلطة وبعبدا منذ عام سيصرف في الانتخابات حكما في الربيع المقبل.
ويشير القيادي صراحة الى ان السجال الذي يدور بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير باسيل يصب في إطار سعي المستقبل لشراء الوقت وتضييع الاصلاحات الانتخابية المطلوبة لتطيير الانتخابات او تأجيلها بالحد الادنى. ويرى القيادي ان الاستطلاعات والنتائج التي اجراها المستقبل اخيرا تفيد بتراجع شعبيته لصالح الحالات الاعتراضية التي نشأت على هامش تيار المستقبل وان خسارته لثلث مقاعده النيابية الحالية امر لا بد منه وربما تكون الخسارة اكثر من النصف اذا لم يتحالف التيار الازرق مع القوات والاشتراكي في المناطق المشتركة وحاجة المستقبل الى تحالف ثالث مع التيار الوطني الحر وليس مضمونا بسبب التزام التيار بتحالفاته مع حزب الله وامل واحزاب 8 آذار وهذا التحالف سيكون انتخابيا في اكثر من منطقة اذا دعت الحاجة.
لذلك يعتبر القيادي ان الحريري الخائف من نتائج الانتخابات يتبادل والمشنوق الادوار وان ما يقوم به الاخير هو تضييع الوقت في بعض الاجراءات الانتخابية اذ اضاع المشنوق 4 اشهر ولم يحصل شيء في البطاقة البيومترية وهو يسعى بذلك الى تأجيل الانتخابات كما يطمح الحريري.
في المقابل يضع القيادي «الحرتقات القواتية» على العهد وباسيل وملفات التيار في الحكومة من كهرباء وتعيينات وموازنة ليس فقط من زواية مصالح القوات السياسية والحزبية بل ايضاً في سياق التماهي مع ممارسات المستقبل والاستجابة لمشاريع السعودية بمحاصرة عون وباسيل واضعاف حزب الله وانهاكه لبنانياً والهاءه بمشاكل السلطة والحكم الكبيرة والصغيرة.