كتب جوني منيّر في صحيفة “الجمهورية”:
“رغم النقاش الصّعب والصامت والآراء المتناقضة والمتضاربة التي تسود اجتماعات اللجنة المعنية بالانتخابات، فإنّ غالبية القوى السياسية تتصرّف وكأنّ الانتخابات حاصلة حتماً في موعدها، وأنّ حلولاً ستظهر في نهاية المطاف حول العقد المطروحة، فالقرارُ هو بإجراء الانتخابات في موعدها المحدَّد.أحد الأطراف الأساسيين المشارك في اجتماعات اللجنة قال: «من غير المنطقي الاعتقاد أنّ القوى التي دفعت في اتّجاه إنجاز قانون الانتخابات الجديد وإقراره، وفي مقدّمها «حزب الله» سترضى بإرجاء الانتخابات أو حتى الدخول في متاهة التعديلات، ذلك أنّ «حزب الله» يتطلّع للاستحواذ على الغالبية النيابية في المجلس النيابي للمرة الأولى منذ خروج الجيش السوري من لبنان، وعندها ستبدأ حقبةٌ سياسية جديدة تواكب ولادةَ سوريا الجديدة والمتغيّرات الهائلة التي طرأت على المنطقة.
ووفق هذه الصورة يبدو أن لا امكانية لإعادة عقارب الساعة الى الوراء، لا بل يتردّد في الأروقة السياسية أنّ «حزب الله» أبلغ الى القوى السياسية القريبة منه والبعيدة عنه أنّه يعارض أيَّ طرح لتعديل أيّ بند في القانون الانتخابي الجديد. صحيح أنّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله كان قد التزم ذلك علناً، إلّا أنّ تكرارَ هذا الكلام من خلال القنوات الخاصة هو بمثابة تأكيد المؤكّد.
وفي تفسير لموقفه يقول «حزب الله» إنّ التعديل هنا سيعني التعديل هناك، وبالتالي الدخول في دوامة الجدل والنقاش، وهو ما سيؤدّي لاحقاً الى تأجيل الانتخابات، وهذا خطّ أحمر، وبالتالي فإنّ البرودة التي تلفّ موقف «حزب الله» من تحالفاته ورؤيته لطريقة خوض الانتخابات لا علاقة لها بحتمية حصول الاستحقاق النيابي بل بجملة مسائل أخرى هي:
1- التفاهم الإنتخابي الوحيد الذي أجراه «حزب الله» حتى الآن هو مع حركة «أمل»، فيما التحالفات الانتخابية الاخرى لا تزال تحتاج الى بعض الوقت في انتظار اتّضاح الصورة لدى القوى الأخرى، مع التأكيد أنّ التحالفات الثابتة في السياسة ستكون ثابتة في الانتخابات.
2- من المستبعد أن يتكوّن قرار حول التحالفات الانتخابية لدى «حزب الله» قبل مطلع السنة المقبلة، ريثما تكون كلّ القوى السياسية قد حسمت موقفها وحدّدت موقعها. وهذا الموقف أبلغه «حزب الله» حتى الى أقرب حلفائه من الذين اصبح مضموناً فوزهم، أيّاً تكن الظروف أو تركيبة اللوائح الانتخابية.
3- عدا السبب المتعلّق باتّضاح المواقف والمواقع الانتخابية لمختلف القوى السياسية، فإنّ «حزب الله» متمسّك بتأجيل دخوله المباشر على خطّ صَوْغ التحالفات الانتخابية الى مطلع السنة المقبلة لإقتناعه بأنّ الدخول في حمى الحملات الانتخابية المبكرة سيؤدّي الى إحداث مزيد من التصدّع في البنيان السياسي اللبناني، ربما لا أحد قادراً على ضبطه ولملمته وسط نزاعات إقليمية متفاقمة في مرحلة ترتيب الساحة السورية لإنجاز التسوية السلمية.
4- وهنالك ما هو أهم ويتعلّق بالضائقة المالية التي تخنق مختلف القوى السياسية في لبنان، كما «حزب الله»، الذي يتكلّف كثيراً جراء الحرب التي يخوضها في سوريا، وبالتالي فإنّ فتحَ باب المعركة الانتخابية منذ الآن سيعني حكماً تكلفة مالية أكبر بكثير”.