IMLebanon

العلاقات السـياسية “العونية” تحت المجهر

اشارت مصادر سياسة عبر “المركزية” إلى أن “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” يلتقيان على التمسك بالمصالحة المسيحية التي أرساها اتفاق معراب بوصفها حاجة للمجتمع المسيحي الذي أنهكته النزاعات الدموية على مدى عقود، غير أن هذا لا ينفي أن الحزبين يفترقان بوضوح في عدد من المسائل، وهو ما لم يعد يخفيه أحد من كوادر الطرفين، بدليل السهام القوية التي وجهها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في عدد من إطلالاته التلفزيونية، إضافة إلى إثارة رئيس الجمهورية ملف تلفزيون لبنان العالق في عنق زجاجة خلافات الرابية- معراب، في موقف حمل بين طياته رسالة امتعاض رئاسية في اتجاه القوات.

وتلفت المصادر أيضا إلى أن فيما ينادي المقربون من معراب بلقاء يجمع رجلي المصالحة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس حزب القوات سمير جعجع لوضع النقاط على حروف خلافات الحزبين التي ظهّرتها التشكيلات القضائية الأخيرة، يطالب العونيون حلفاءهم القواتيين بالتروي، والركون إلى حوار بعيد من عدسات الشاشات لتسوية الخلافات، داعين معراب إلى تقديم البدائل التي تراها ناجعة، خصوصا في ملف الكهرباء التي تعد القوات رأس الحربة الحكومية في شأنها.

وفيما تبذل جهود لإعادة علاقات الثنائي المسيحي إلى سكتها الصحيحة، يبدو الخلاف مع تيار المستقبل آخذا في التفاقم، على وقع الاختلاف الواضح في مقاربة تسجيل الناخبين في الاستحقاق المقبل، علما أن رئيس التيار اتهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بتعطيل مساعي إقرار البطاقة البيومترية للوصول إلى انتخابات من دونها. وفي هذا الاطار، تنبه المصادر إلى أن هذه الجولة الجديدة من الاشتباك بين الرجلين تأتي بعد اعتراض وزير الداخلية على لقاء باسيل- المعلم الذي دفعه إلى مقاطعة زيارة الدولة الرئاسية إلى فرنسا، قبل نحو شهر من اليوم.

على ضفة الخصوم، لا يبدو الوضع العوني أفضل. ذلك أن العلاقة البرتقالية مع المختارة توترت بعد كلام باسيل عن العودة السياسية للمسيحيين، وإن كانت جولته الشوفية الأخيرة اعتبرها كثيرون محاولة لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه. في المقابل، أكد باسيل في لقاءاته التلفزيونية أمس أن لا تواصل مع الكتائب، مذكرا بأنه “خاض معارك كبيرة لضمهم إلى حكومة العهد الأولى غير أنهم لم يصدقوا ما قلناه لهم”، على حد تعبيره، في ما اعتبر تكريسا للخلاف السياسي على خط الصيفي- الرابية.

أما الأهم، فيكمن في أن النائب سليمان فرنجية بق البحصة الانتخابية التي لم تخرج إلى العلن حتى الساعة. ذلك أن كلاما نسب إليه يفيد بأن “هدفنا أن نربح في البترون”، في موقف موجه أولا إلى باسيل في انتظار الرد على الخصم السياسي والرئاسي للعونيين.