يتوقّع علماء أن يشكّل العلاج المناعي منعطفًا جذريًا في الجهود البذولة لإيجاد علاج لأمراض السرطان، من خلال تقنيات جديدة، تبشّر بثورة حقيقة في الصراع ضد السرطانات.
وفيما يبدي العديد من الأطباء تحفظهم بشأن توصل العلماء إلى طرائق علاجية فاعلة ضد السرطان، يتوقع آخرون أن يشكل العلاج المناعي نقطة تحوّل مهمة في جهود الأطباء والباحثين لإيجاد علاج لأحد أشد الأمراض فتكًا في تاريخ البشرية، بحسب تقرير نشره موقع “دي دبليو” الألماني بنسخته العربية.
ممهد لعلاجات أخرى
يضيف التقرير أن القضاء على السرطان بأنواعه من أبرز التحديات التي يرفعها الخبراء والمهتمون بالشأن الطبي، “فعلى مدى عقود من الزمن، استثمر العديد من الدول ميزانيات ضخمة لمواجهة هذا المرض الذي يفتك بحياة الملايين في كل أنحاء العالم بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من الجهود المبذولة خلال العقود الماضية لتطوير علاج فاعل يهزم هذا المرض المزمن، ويطيل حياة المرضى، فإن نتائجها بقيت نسبية دائمًا، بيد أن نتائج اختبارات تجربية جديدة أعلن عنها المستشفى الجامعي (شاريته) في برلين ربما تمهد لطرائق علاجية جديدة تحسم معركة الإنسان مع المرض الفتاك”.
أكدت ديانا لوفتنر، كبيرة الأطباء في قسم أمراض الدم والأورام وعلم المناعة في المستشفى الجامعي في برلين، أن العلاج المناعي ضد مرض السرطان يذيب الأورام والنقائل الخبيثة في غضون أشهر.
استجابة محدودة
نسبت مجلة “فوكس” الألمانية إلى لوفتنر قولها إن الأمر يتعلق بعصر جديد في مواجهة هذا المرض الذي يتسبب في مقتل ربع مليون ألماني في كل عام، لافتةً إلى أن طرائق العلاج التي تقدم إلى المرضى “تطورت كثيرًا في الآونة الأخيرة، ففي كل مرة يكون العالم شاهدًا على اكتشاف علاج ضد نوع من أمراض السرطان، وهذا يُعد اختراقًا، كبيرًا أو صغيرًا، يمكن أن يطيل حياة المرضى، واستطاعت المعالجة المناعية ضد مرض السرطان أن تذيب الأورام والنقائل الخبيثة في غضون أشهر من العلاج، بفضل مادة إيبليموماب الفاعلة، وهي جسم مضاد يستخدم لعلاج السرطان”.
تتابع لوفتنر لمجلة “فوكس”: “الأدوية التي تستعمل مضخة لتنشيط الجهاز المناعي لا تؤثر مباشرة في المرض، وإنما تعمل على إيقافه من خلال حصار ينجح في الدفاع عن الجهاز المناعي ضد الأورام السرطانية المحتالة، ويعد الجسم المضاد نقطة تفتيش- مانع مثبط فيما يسميه خبراء الصحة بموت الخلية المبرمج الذي يساعد الجسم على التعرف إلى السرطان والقضاء عليه، وهذه ثورة حقيقية في هذا المجال، وإن كان عدد محدود من المرضى يستجيب لهذا العلاج”.