Site icon IMLebanon

عون: التسوية صامدة والأمن لن يهتزّ

اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان إنهاء الشغور الرئاسي في ذاته شكل إنجازاً، الى جانب ما استتبعه من تشكيل حكومة وحدةٍ وطنية. وخلال هذه السنة تَحقق أمرٌ بالغ الاهمية لطالما كان مطلباً رئيسياً ويتمثّل في إقرار قانون انتخاب جديد، والأهمّ انه يقوم على نظام الاقتراع النسبي الذي لم يسبق ان اعتُمد في لبنان والذي يسمح بعدالة التمثيل داخل الطوائف وحُسن التمثيل السياسي لمختلف الأحزاب والتيارات والفئات. وهذا القانون يجعل الانتخابات التي ستجري في مايو المقبل تكتسب أهمية خاصة، وهي ستحصل في موعدها.

وقال عون في حديث صحيفة ”الراي” الكويتية: كما نجحنا في السنة الأولى من العهد في بتّ مجموعة ملفات كانت عالقة منذ فترة طويلة بفعل التجاذبات السياسية، ومنها التشكيلات الديبلوماسية والقضائية وتعيين أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي كان عمله معلّقاً منذ نحو 15 عاماً، وغيرها من تغييراتٍ طاولت مؤسسات رقابية وقطاعات ادارية (ولا تزال مستمرّة). وكل هذا كان ضرورياً في الطريق لإنهاء حال الترهل التي قبضت على المؤسسات التي وضعناها على سكّة اصلاحية لأنها جزء أساسي من بنية الدولة.

وقال: ربما يعمد هذا الحزب او ذاك قبل الانتخابات النيابية، اي لأسباب انتخابية، الى محاولة إثارة القلاقل سياسياً، ولكن التسوية صامدة والأمن لن يهتزّ. ونحن ماضون في القيام بما يلزم لترسيخ الاستقرار. والأمن يشكل ضمانة للجميع وهو ركيزة الاستقرار. ويمكن القول ان لبنان ينعم باستقرار أمني أكثر مما هو الحال في الدول الاوروبية.

ورأى رئيس الجمهورية “اننا قضينا على الإرهاب في معركةٍ عسكرية حقّق خلالها جيشنا انتصاراً باهراً وما زالت هناك خلايا نائمة نقوم بتفكيكها”، معتبراً ان “ما حصل في العراق أَبْعَدَ شبح التقسيم عنه وفي سوريا حيث تُطرح أيضاً مسألة الأكراد، الخطّ الدولي الأكبر بات ضدّ التقسيم”.

وقال عون: “لا أعتقد أن هناك حرباً على لبنان لأن إسرائيل لن تربح مثل هذه الحرب وكل اللبنانيين مستعدّون لمقاومتها”، مشدداً على ان “علاقاتنا مع الدول العربية محكومة بالحرص عليها والحياد بحال كان هناك خلاف بين شقيق وآخر”.

وبالنسبة الى علاقاتنا مع الدول العربية، فهي محكومة بالحرص عليها أشدّ الحرص مع حرصٍ موازٍ على وحدتنا الوطنية واعتماد الحياد حيال أشقائنا العرب بحال كان هناك خلاف بين شقيق وآخر، والاستعداد لتوظيف أّي كلمة طيبة في سبيل التشجيع على العودة الى التوافق والسلام.

وحول زيارته المرتقبة إلى الكويت اكّد عون ان “التعاون السياسي بين لبنان والكويت كان دائماً على ما يرام والحضور الكويتي في ربوعنا علامةٌ مميّزة… هكذا كان وهكذا نريده دائماً”، لافتاً إلى ان “العلاقات بين لبنان والكويت لم تشبها أيّ شائبة يوماً ومصمّمون على ديمومة هذا الصفاء وتطوير تلك العلاقات”، مشيراً إلى ان “الزيارة ستكون مناسبةً لمناقشة العلاقات الثنائية والرغبة الدائمة في تطويرها والتداول بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، وليست لدينا عداوة مع أحد ونسعى دائماً من أجل أن تكون علاقاتنا مع الجميع في أفضل حال.

واوضح رئيس الجمهورية: “أي جريمة سياسية يتعرّض لها كويتي في لبنان عقوبتها تصل إلى الإعدام”، مشيراً إلى ان “خوف الخليجيين في لبنان من “حزب الله” ليس في محلّه لأن الحركة الأمنية الداخلية ممنوعة على أي حزب”، مضيفاً: “نحن منزعجون إذا كان متورطون في “خلية العبدلي” انطلقوا من عندنا… ويبدو أنهم غير موجودين في لبنان”.

وأكد عون: “تربطنا بسمو الأمير علاقةٌ مميزة وقديمة تعود لأيام اللجنة السداسية في تونس حيث أَظهر تَعاطُفاً حيال الأزمة اللبنانية وكان مقتنعاً بأننا أصحاب حق”، متابعاً: “نشجع ونتمنى التوفيق للمساعي الحميدة التي يقوم بها سمو الأمير لحل الأزمة الخليجية”.

وأوضح عون انه “لم يُرسل للكويت اسمٌ لسفير لبناني جديد بسبب ما بَلَغنا من تحفظات وهذه المسألة ستُحل”، مشدداً على انه “لا مخاطر على السياح الخليجيين ومرحّب بهم في بلدٍ لطالما احتضنهم على قدر محبّتهم له”، مردفاً: “هذه السنة شهدنا مجيء سعوديين وإماراتيين…والكويتيون يأتون إلى لبنان دائماً ولا يتعرّضون لأي مخاطر”.