Site icon IMLebanon

واشنطن تسلح الجيش… وإيران تعد ولا تفي!

أجرت جهات سياسية لبنانية مقارنة بين اداء المحورين الاميركي-السعودي والايراني على الساحة اللبنانية لجهة صون الاستقرار وتقديم الدعم السياسي والعسكري في مواجهة منع تمدد نيران البركان الاقليمي المشتعل في الجوار الى الداخل، وتبيّن وفق الخلاصة التي انتهت اليها، كما ابلغت “المركزية”، واستناداً الى الوقائع والمعطيات الميدانية، أنّ الجانب الاميركي الملتزم برنامج الدعم العسكري للجيش منذ سنوات وراعي مظلة الاستقرار الدولي للبنان يقرن المواقف الكلامية بالافعال لا سيما في ما يتصل بالهبات الممنوحة للمؤسسة العسكرية وآخرها طائرتا “سوبر توكانو” الحديثة البرازيلية الصنع المخصصة للإسناد الجوي في العمليات البريّة، وتضمّ نظم “أفيونيكس” وأسلحة حديثة، وبإمكانها الهبوط على مدارج قصيرة تفتقر إلى البنى التحتية اللازمة، بما يساعد الجيش اللبناني في العمليات التي يقوم بها في المناطق الوعرة، على ان يتسلم الدفعة الثانية من اصل ست طائرات مطلع العام المقبل بعد انتهاء تجهيزها، في حين ان طهران تطلق وعودا في الهواء لا تقرنها بترجمة عملية، فهي دأبت منذ سنوات على الحديث في كل مناسبة لا سيما عند زيارات مسؤوليها التي ازدحمت بهم الساحة اللبنانية في الربع الاول من العهد عن استعداد الجمهورية الاسلامية لامداد الجيش اللبناني بالاسلحة المتطورة والمعدات العسكرية فيما لم يشتم لبنان الرسمي حتى الان رائحتها، اذ انها تذهب كلها لمصلحة حزب الله، ذراع ايران العسكرية في لبنان ودول المحيط، الذي بات يملك ترسانة اسلحة تقوّض هيبة الدولة وتشكل مبعث قلق للدول وقد حضرت في مناقشات جلسة مجلس الامن خلال عرض التقرير نصف السنوي لمجلس الامن الدولي حول تطبيق القرار 1701.

واكثر من ذلك، تضيف الجهات المشار اليها، الى إن ايران ومن خلال المواقف التي تكلّف بها حليفها حزب الله في لبنان، شكلت السبب الرئيسي في “تطيير” هبة المليارات الاربعة السعودية التي وقّعت لاجلها اتفاقية ثلاثية بين لبنان والمملكة وفرنسا، الجهة المكلفة انتاج وتأمين السلاح الذي طلبه الجيش اللبناني، وتاليا فإنها لم تكتف بعدم مساعدة الدولة اللبنانية، بل اسهمت مباشرة من خلال ممارسات ومواقف حليفها في لبنان في وقف الهبة، حيث عمدت المملكة حينما لم تسمع ردا دفاعيا لبنانيا رسميا عنها في مواجهة كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي شن اعنف الحملات على قياداتها ورموزها متهما اياهم برعاية الارهاب، الى تجميد هبتها التي كانت المؤسسة العسكرية اكبر الخاسرين، وهو ما تريده طهران بحسب هذه الجهات ليبقى القرار العسكري والامني في يد حزب الله .

أما في السياسة والشق السيادي، فلم تبد واشنطن ولا السعودية يوما تشكيكها بالدولة اللبنانية وكينونتها السياسية في حين جاء موقف الرئيس حسن روحاني الاخير حينما قال”هل من الممكن اتخاذ قرار حاسم في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج، من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟” ليسدد صفعة قوية لسيادة لبنان الذي تستخدمه ورقة ضغط في مواجهة المجتمع الدولي بهدف تعزيز موقعها وتحصيل مكاسب في التسويات السياسية الجاري العمل على اعدادها في دوائر القرار الدولي.

وتبعا لذلك، تقول الجهات المشار اليها ان المعادلة القائمة في هذا المجال بسيطة جدا: ايران تأخذ من لبنان وواشنطن ومعها دول الغرب والخليج تعطيه من دون مقابل. وللرأي العام الحكم.