إعتبر وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس أنّ “رئيس الجمهورية ميشال عون كان جريئاً في حديثه الى مدراء الاخبار عشية بدء السنة الثانية لعهده، فاعترف فيه بأنّ نظام لبنان هو نظام محاصصة”، مضيفاً: “انا اعتبر انّ الرئيس كان شفافا في هذا القول ولم يكابر، انّما غيره يكابر”.
فنيانوس، وخلال استقباله وفداً من مجلس نقابة محرّري الصحافة، قال: “حزب الله” أوقف لبنان على رجليه في ظل الفراغ الرئاسي، وهو الذي أوصل العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وفي مجلس الوزراء نستطيع أن نتحدث كيفما نريد ولا يسعني ألا أعترف أن هناك انجازات تحققت في التشكيلات الدبلوماسية والتشكيلات القضائية التي لي فيها الكثير من الملاحظات، وخصوصا عند القضاة المسيحيين. التشكيلات القضائية لا تعرض على مجلس الوزراء، فأنا أعطيت رأيي بها. وأنا أوافق على ما قاله رئيس الجمهورية في ما خص إنجازات السنة الأولى من عهده. إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجلس النواب هو إنجاز تاريخي لمجلس النواب، ولا يجوز أن ننكر ذلك. صحيح أن لدي ملاحظات على الأداء، لكن أنا في مجلس الوزراء شيء وخارجه شيء أخر. موضوع البواخر لا اوافق عليه بالمطلق، ولدي آلاف ألاف الأسباب لعدم الموافقة. أنا لست مع إرساله إلى إدارة المناقصات ولا آخذ بملاحظاتها”.
وعما إذا كانت تغريدات الوزير السعودي ثامر السبهان ستؤثر على الأوضاع في لبنان وعلى علاقات الرئيس سعد الحريري مع أعضاء الحكومة، قال فنيانوس: “لم ألتق بالحريري بعد عودته من السعودية، لكنه رجل متمسك بمصلحة لبنان وحريص جدا على مكونات الشعب اللبناني، وفي هذا الموضوع لا يستطيع أحد إملاء إرادته عليه. وبحسب قناعتي، الرئيس الحريري مستمر في هذه الحكومة، وحزب الله سيستمر معه في هذه الحكومة ولدى الرئيس الحريري القدرة الكافية لإقناع السعودية بوجهة نظره. ولا دخل لي بما إذا كان السبهان يمثل وجهة نظر المملكة العربية السعودية، أو لا، هذا لا يعنيني”.
وعما اذا كان كلام السبهان إحراجاً للرئيس الحريري، أجاب: “إنها مسألة داخل البيت الواحد. وأنا أعتقد أن الرئيس الحريري ليس محرجا. هو يسير بخطى واثقة في كل ما يقوم به في الخيار الذي اتخذه. بتحالفه مع الرئيس عون هو جاد جدا وحواره مع كل أطياف المجتمع والقوى السياسية في لبنان جيد جدا”.
وعن علاقته برئيس الجمهورية، قال فنيانوس: “منذ تسلمي وزارة الأشغال وحتى اليوم، لم يحدث اي اتصال بالرئيس إلا من ثلاثة أسابيع”.
وعن العلاقة بين الرئيس عون والنائب سليمان فرنجية، قال فنيانوس: “الخطاب لم يعد متشنجا، أما الموقف الذي اتخذه فرنجية أمام مجلس النواب فما زال قائما، وقد قال فيه: “عندما يستدعيني الرئيس عون أزوره. وهناك من قال له، قل عندما يدعوني. قال: لا، سأقول عندما يستدعيني، لأني أحترم موقع الرئاسة”.
وعن صلاحيات رئيس الجمهورية في التعيينات، قال فنيانوس: “أنا مع صلاحيات رئيس الجمهورية”.
وعن الحديث عن متاريس في مجلس الوزراء وخصوصا بينه وبين الوزير جبران باسيل، قال: “أولا ليس هناك متاريس في مجلس الوزراء، بل هناك تبادل آراء، ولكل من الوزراء أن يعطي رأيه. وهذا لا يعني أنني إذا تقدمت بمشروع في الجلسة ورفضه الوزير جبران باسيل تنصب المتاريس بيننا. وكل مشروع يختلف اثنان عليه، ومن دون التصويت عليه، ننظر إلى الأكثرية والأقلية ونسير به. نعم هناك كمية كبيرة من قرارات مجلس الوزراء التي تحفظت واعترضت عليها، وهذا لا يعني أنني وضعت متاريس بيني وبين أحد من الوزراء”.
وعن حديث البعض أنّ كل هموم النائب سليمان فرنجية، تنصب في عدم نجاح الوزير جبران باسيل في البترون، قال فنيانوس: “سأكون دقيقاً جداً في هذا الموضوع، وأقول أن كل إنسان يريد فتح معركة ضدنا نحن سنفتح معركة ضده. برأينا، وهو رأي نتحمل مسؤوليته، لن يكون للتيار الوطني الحر أكثر من مقعد في دائرتنا الإنتخابية، يمكن أن يكون الوزير جبران باسيل أو غيره. أنا لا أريد التحدث عن جبران باسيل هو يتحدث في هذا الموضوع عن نفسه. ولكن أقول واكرر من يفتح علينا معركة، بالطبع لن نسكت له وطبعا نقوم بمعركة ضده كائنا مَن كان. نحن حلفاء مع بعضنا البعض في الإستراتيجية الوطنية وهذا لا ينعكس أبدا على موضوع التحالفات الإنتخابية. هناك مطلوبة في التحالفات الإنتخابية وهي غير متوفرة حاليا في العلاقة بيننا كتيار مردة وبين تيار جبران باسيل”.
وهل يمكن أن تتوافر؟ قال: “إذا اعترف رئيس الجمهورية بالمحاصصة. وسأعطي مثلا عن المجلس الإقتصادي الإجتماعي. فقد تم تعيين السيدة زهية فرنجية من زغرتا ولكن لا يمكن أن تقاس حصة زغرتا بعضو واحد من أصل 71 عضوا. إذا كان حجم حصتنا هكذا، فإننا لا نريدها. وإذا كانت حصتنا في الحكومة وزارة الأشغال نعرف كيف نأخذها. هناك الكثير من الكلام في مجلس الوزراء حول عدم صلاحية السلطة التنفيذية تعيين أو عدم تعيين المدراء العامين أو غيرهم. عليهم تذكر هذه العبارة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون أطال الله عمره. ما من شيء أبدي سرمدي، وأقول: لو دامت لغيرك ما آلت إليك”.
وعن علاقة المردة بالقوات اللبنانية، قال فنيانوس: “صار معلوما أن الحوار مع القوات اللبنانية قائم وعقدت من أجله عدة لقاءات معلنة وغير معلنة والوزير السابق يوسف سعادة يتابع هذا الملف. والكلام الأخير الذي صدر عن الدكتور سمير جعجع حول مجزرة إهدن، هو كلام يفتح الطريق إلى حوار في العمق أكثر وأكثر. ونحن وفي هذا الحوار لم نعتد أن نفتحه ونقبله لسبب ما. هناك خلاف جدي مع القوات اللبنانية في الإستراتيجية السياسية، ونحن أقرب إلى التيار الوطني الحر في هذه الإستراتيجية، لكن في ما خص المواضيع الداخلية المطروحة، فإننا نقترب من القوات اللبنانية ومواقفنا في مجلس الوزراء في الكثير من الأحيان متشابهة”.
واضاف: “هناك من قال لي وهو في التيار الوطني الحر، أيعقل أن تتحدثون مع القوات وهذا عيب. فقلت له أنكم عندما تتحدثون مع القوات أنتم ليس عيبا بل شطارة ونحن حديثنا معهم خيانة. علاقتنا بالقوات اللبنانية لا يمكن أن تغير شيئا في قناعاتنا التي قدم من أجلها بيت الرئيس سليمان فرنجية الدماء، ولن نغير بقناعاتنا. وأنا أسال هل الرئيس الحريري يغير قناعاته بسبب تغريدة للسبهان، وهل يتعطل الكلام بينه وبين حزب الله؟ التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر أدى إلى وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، بغض النظر عما إذا كان التيار والقوات يعتبران أنهما صاحبا الفضل الأول في موضوع الرئاسة، والتيار كانوا يعتبرون أن قضية الرئاسة كانت مضمونة والقوات سارت في هذا الموضوع. هذا التحالف إدى إلى إنهاء الفراغ الرئاسي”.
وعن أن تحالف التيار والقوات في إنتخابات رئاسة الجمهورية كانت لإقفال الطريق لوصول سليمان فرنجية، قال فنيانوس: “إذا لا مشكلة إذا كان تحالفنا اليوم مع القوات هو لإسقاط جبران باسيل في الإنتخابات النيابية”.
وعن الكيمياء غير المتوفرة بين المردة والتيار، هل هي مع باسيل أو مع كل التيار، قال فنيانوس: “بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية هو خط أحمر منذ الرئيس الراحل سليمان فرنجية. نواب التيار الوطني الحر يهاجمونني دائما في المجلس النيابي، وهم أنفسهم كانوا يزورنني في الوزارة وهناك مَن زال يزورني ولم أعلن عن ذلك في الإعلام وأترك لهم الحرية في ذلك”.
وعن الزيارة إلى سوريا، قال فنيانوس: “لبّيت دعوة وجهت إلي وكانت هناك جلسة لمجلس الوزراء في اليوم نفسه للزيارة وعلى جدول أعماله قضية البواخر، فلا أستطيع التغيب عن الجلسة. ذهبت إلى سوريا وشاركت في المؤتمر وتحدثت إلى الإعلام وأعلنت أن رئيس الحكومة لا يريدنا أن نذهب إلى سوريا، نحن هنا في سوريا ممثلين لوزاراتنا وأنفسنا وليس لحكومتنا”.