أكدت اوساط سياسية مطلعة ان دعوة القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري للبطريرك الماروني بشارة الراعي لزيارة المملكة، تأتي في سياق محاولة الامير محمد بن سلمان الترويج لسياسة الانفتاح امام الغرب، وتقديم «صورة» جديدة عن بلاده بعيدا عن «الوهابية» المتشددة. لكن من خلال هذه الدعوة يحاول اصابة «عصفورين بحجر» واحد، فالمملكة «المحبطة» من رئيس الجمهورية ميشال عون تعمل جاهدة على «عزله» ضمن «بيئته الحاضنة». وفي هذا الاطار جاءت الدعوات لسمير جعجع وسامي الجميل باعتبارهما رئيسي اكبر حزبين مسيحيين، بعد التيار الوطني الحر، لزيارة السعودية، واليوم تأتي دعوة البطريرك في هذا السياق…
ووفقا لزوار السفارة السعودية، فان المملكة تلقت بالكثير من «الاستياء» كلام رئيس الجمهورية خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة حيال سلاح حزب الله، واعتبرته ردا مباشرا على تغريدات وزير الدولة لشؤون الخليج تامر السبهان. وهي تعتبر ان مجرد ربط الرئيس حل مسألة سلاح حزب الله بالازمات في الشرق الاوسط، يعتبر «رسالة» سلبية الى المملكة ودعوة لاقفال النقاش حول هذه المسألة داخليا ومع اي طرف خارجي. وهذا يعني بشكل واضح، ان اولوية عون تبقى التمسك بتفاهمه مع حزب الله. وهو يبدو انه غير معني بالوقوف عند «خاطر» المملكة في هذه المسألة. ومن الواضح ايضا ان الضغوط التي مورست عليه منذ مقاطعته، لم تثنه عن تمسكه بمواقفه…
وفي هذا السياق، أبلغت القيادة السعودية الحريري، انها ليست في صدد الانفتاح على رئيس الجمهورية، ما دام انه اختار «طريقه» ومتمسك بعلاقته مع حزب الله، ما يعني ان «الفيتو» عليه ما يزال قائما، لكن ترك السعوديين لرئيس الحكومة تقدير الموقف ازاء علاقته مع بعبدا بما ينسجم مع مصالحه. وقد اكدت اوساط في تيار المستقبل، ان الحريري متمسك بالتسوية الرئاسية، ولا يزال مقتنعا انها السبيل الوحيد لتأمين الاستقرار الداخلي، على الرغم من الخلاف الجوهري مع الرئيس عون في مقاربته لسلاح حزب الله. ويبدو ان السعوديين لا يزالون مقتنعين بأن استراتيجية «ربط النزاع» لا تزال صالحة اقله في المدى المنظور، وقد ابلغهم الحريري انه لا مصلحة في الخروج عن التفاهمات قبل الانتخابات النيابية المقبلة…