كتب عيسى بو عيسى في صحيفة “الديار”:
مع تجاوز تيار المردة وعلى رأسه النائب سليمان فرنجيه زلة لسان النائب ستريدا جعجع يحمل الكثير من الدلالات وفي مقدمها رغبة من كلا الطرفين بتجاوز ما هو جانبي تحقيقاً لرغبة عميقة لديهما لتحقيق ما تيسر من تقدم يمكن ملاحظته في العلاقة القائمة بينهما خصوصاً وان قطع الشوط الكبير والتعالي فوق التاريخ القديم مؤشر بالغ الاهمية وان كان الطرفان لا يضعان اي تقارب ما في خانة خوض الانتخابات النيابية سوياً في الدائرة المسيحية الاكبر في لبنان والتي تضم البترون والكورة وزغرتا وبشري – وبالرغم من كشف مصادر الطرفين ان ارتفاع وتيرة الاتصالات تتسارع بينهما بواسطة الوزير السابق يوسف سعادة عن تيار المردة وطوني الشدياق عن القوات اللبنانية لتوضح هذه المصادر بأن كل ما قيل عن زيارة معراب من قبل سعادة اكثر عددياً من ذهاب الشدياق الى بنشعي ليس صحيحاً على الاطلاق بحيث يمكن لبعض الاعلام ان يظهر هذه الزيارة ولا يعمم تلك. وفي مقابل تعثر ورقة النوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الى حد اتفاق الطرفين ضمناً على لجم اي تصعيد بينهما وحصره ضمن دوائر شبه رسمية فقط تطرح مصادر سياسية مطلعة نظرية يمكن الولوج اليها سبيلاً للقول: ان المردة والقوات يتقاربان فوق جثة تفاهم معراب او شبه انقاض ما تبقى منه مع ان ورقة معراب بالذات شبه منظورة في اللحظات الاولى وصولاً الى بناء خريطة جديدة بين القوات اللبنانية والمردة، من الطبيعي تقول هذه المصادر وخصوصاً في العمل السياسي ان تتحكم المصالح او تلامسها في اي تقارب بين طرفين حزبين فكيف اذا كانت بين معراب وبنشعي، ولكن في المقابل تكشف هذه المصادر ان طريق معراب – بنشعي باتت معبدة بشكل صحيح وصالحة بنحو سلس للسير في الاتجاهين، ويقول مصدر رفيع في تيار المردة ان العلاقة بين القوات والمردة اصبحت في حالة تطبيع العلاقات وهي طبيعية بين حزبين ولكن في الرؤية الاستراتيجية هناك خلاف بحيث نتمسك نحن بخيار المقاومة والعلاقة مع حزب الله وهذا الموقف ثابت لا يمكن ان يتغير، ولكن من جهة ثانية يوضح هذا المصدر ان العلاقة بين المردة والقوات طبيعية في المواضيع السياسية العامة ولكننا نتميز عنهم بموقفنا الواضح تجاه القضايا الكبرى لافتاً الى ان مراحل النقاش الدائر بين الجهتين وصل الى مراحل لا بأس بها من اجل توحيد الساحة الوطنية وليست المسيحية فقط وما نقوم به هو فعل بحد ذاته وليس ردة فعل، وعن امكانية التحالف في الانتخابات القادمة اوضح هذا المصدر ان المسألة معقدة و«صعبة شوي» لكن في المجمل ان العلاقة مع القوات اللبنانية جيدة ولم تمر يوماً في تاريخها في هذا المستوى من التحسن، وعما اذا كان الامر موجهاً ضد الوزير جبران باسيل لفت هذا المصدر الى اننا في السياسة العامة نلتقي مع التيار الوطني الحر ولكن مجرد طرح هذا السؤال يطرح امكانية اخرى وهي ان العهد هو عهد باسيل واذا فشل الان في الوصول الى النيابة فهذا معناه ان هناك خطأ في مكان ما ولكنه ليس عندنا على الاطلاق.
مصدر في القوات اللبنانية اشار من ناحيته الى ان الحوار مستمر مع تيار المردة وهو الى تحسن ولم يقل احد من الطرفين ان هناك تحالفاً انتخابياً يمكن ان ينشأ جراء هذا التقارب الذي يجب ان يحقق الوحدة المسيحية بعيداً عن الحسابات والمصالح الخاصة، معتبراً ان لقاءات شبه دورية تعقد بين موفدين من التيار والقوات ومفاعيلها تتحسن يوماً بعد الاخر وهذا الامر بالتأكيد غير موجه الى التيار الوطني الحر او رئيسه الوزير جبران باسيل حيث نستمر مع التيار ولو من ضمن الاختلاف في بعض الامور الا ان هذا لا يلغي ذلك ولا حتى يؤثر في مسار المفاوضات مع المردة.