كتب زياد عيتاني في صحيفة “عكاظ” السعودية:
استقال الرئيس سعد الحريري.. انتهت التسوية ولكن ماذا بعد؟.. تساؤل قليل من يتجرأ على الإجابة عنه، لكن الوقائع تشير إلى أن المواجهة المباشرة ما بين خيار السيادة والاستقلال وما بين خيار «حزب الله» ومعه إيران قد بدأ دون أية مواربة. استقالة الحريري.. تعني بشكل واضح ودون مواربة أن خيار التسوية مع المحور الفارسي غير ممكن، وأن هذا المحور يريد التعامل بمنطق أنه المنتصر في كل الساحات العربية والإسلامية، وأن ما لم يستطع تحقيقه في الميدان يريد تحقيقه بالتسويات.
لقد كان سعد الحريري آخر المغامرين في منطقة التسوية مع المشروع الفارسي وانتهى بالنهاية عبر الانتقال من منطق اليد الممدودة إلى منطق قطع يد إرهاب إيران.. وهنا تدور التساؤلات حول مصير الحكومة اللبنانية.. المؤشرات تقول وبحسب ما صرح به الرئيس ميشال عون هو الانتظار.. أي حكومة تصريف أعمال تشرف على الانتخابات النيابية، لأن هناك استحالة أن تقبل أية شخصية سنية تشكيل حكومة جديدة وفقا للمعطيات الإقليمية والداخلية الحاليّ ة.. وبالتالي فإن الصراع سينتقل إلى الساحة الانتخابية.. وهنا فإن معرفة قرار «حزب الله» تجاه ما يحصل ضروري.. فهل سيقبل المواجهة في صندوق الاقتراع وهو الذي يتفوق بالسلاح على خصومه وليس بأصوات الناس؟
الجواب هنا قد يضع لبنان في عين العاصفة الأمنية، لكن المؤكد أن لبنان في نفق سواده كقمصان ميليشيا «حزب الله».