لفت الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في إطلالة خاصة تطرق فيها إلى إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى أنّ الحريري تم استدعاؤه إلى السعودية والكل يعلم ذلك، مشيراً الى أنّ الحريري اعلن عقب زيارته الاولى للسعودية انّ الرياض تؤيد الحوار وبقاء الحكومة الحالية، وأنّه كان مرتاحاً ومنشرحاً عقب زيارته الأولى للسعودية وتحدث عن مساعدات جديدة وإجراء انتخابات.
وقال: حتى الآن لا يعلم أحد ماذا جرى خلال زيارة الحريري الثانية إلى السعودية حتى وصلت الامور إلى الاستقالة. الإستقالة كانت قرار سعودياً أملي على الحريري وأجبر عليه ولم تكن خطوته ولا قراره، وإعلان الإستقالة من السعودية والكلمات الواردة في الخطاب تثبت أنّه خطاب سعودي تلاه الحريري. وهذه الاستقالة فاجأت رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وحتى نواب تيار المستقبل.
وأضاف نصرالله: نحن في “حزب الله” لم نكن نتمنى استقالة الحريري وكنا نرى أن الامور تسير بطريقة معقولة. لقد كنا نعتقد أن الحكومة قادرة على الاستمرار ومراكمة الانجازات وإجراء الانتخابات المقبلة، ونتوقف عند شكل الاستقالة وما فيه من دلالات ترتبط بسيادة لبنان وكرامة لبنان والحريري نفسه. انّ شكل الاستقالة يكشف عن طريقة وأسلوب التدخل السعودي في الشؤون الداخلية اللبنانية، والاستقالة دليل على مستوى وحجم وشكل التدخل السعودي في لبنان.
وتابع: إذا أردنا الرد على المضمون السياسي للاستقالة فعلينا أن نرد على السعودية مباشرة لا على الحريري، ونحن على تواصل مع الجميع وحتى الآن لا أحد في لبنان يعرف السبب الحقيقي للاستقالة. الكل يعلم أن إجبار رئيس الحكومة على الاستقالة ليس نابعاً من سبب داخلي لبناني، وعلينا أن نفتش عن سبب استقالة الحريري في السعودية وليس في لبنان فهل هو الصراع على العرش هناك؟ هل سبب الاستقالة هو عدم رضا السعودية عن الحريري وتريد استبداله بشخصية تنفذ إرادتها بحذافيرها؟ علينا الانتظار لمعرفة السبب الحقيقي لفرض السعودية الاستقالة على الحريري.
ولفت نصرالله إلى أنّ هناك أسئلة عن مكان الحريري وهل هو موقوف وهل يسمح له بالعودة للبنان؟ وهذه أسئلة مشروعة في ظل الاعتقالات في السعودية، وقال: هل يمكن وضع الاستقالة في سياق الحروب السعودية في المنطقة أم غير ذلك؟، داعياً اللبنانيين إلى عدم القلق والهدوء والصبر والتريث بانتظار اتضاح الصورة، فالسلم الأهلي هو أغلى ما نملكه في لبنان ويجب التعامل بعقل وحكمة وهدوء.
وأوضح أنّ اللقاء بينه وبين سرايا المقاومة أمس هو لقاء مقرّر مسبقاً بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسها، داعياً إلى الهدوء على المستوى الإعلامي وعدم التصعيد السياسي في لبنان، وأضاف: التصعيد السياسي لن يقدم ولن يؤخر شيئاً ولكنّه سيؤذي الوضع العام والاقتصاد في لبنان، وندعو إلى الابتعاد عن الشارع وعدم العودة إلى المناخات السابقة من تحريض طائفي ومذهبي. كما ندعو إلى إبقاء قنوات التشاور مفتوحة مع الجميع ورئيس الجمهورية ميشال عون تواصل مع القادة السياسيين منذ اللحظة الأولى.
وأشار نصرالله إلى أنّ التسوية السياسية في لبنان أدخلت البلد في حالة من الهدوء والإنجاز ولا مصلحة لأحد بالعودة إلى الوراء، لافتاً الى أنّ الشائعات التي تم بثها في اليومين الماضيين كبيرة جداً، وقناة “العربية” وحدها تحدثت عن محاولة لاغتيال الحريري ولكن الاجهزة اللبنانية نفت ذلك تماماً، وحديث “العربية” عن محاولة الاغتيال ربما هدفه التبرير لاحقاً لمنع الحريري من العودة إلى لبنان.
ولفت إلى أنّ الحديث عن أنّ استقالة الحريري مقدمة لشنّ حرب إسرائيلية على لبنان مجرد شائعة، معتبراً أنّ أيّ عدوان إسرائيلي على لبنان يخضع لحسابات إسرائيلية فإسرائيل لا تعمل لدى السعودية، والحسابات الإسرائيلية لشنّ عدوان على لبنان لا علاقة لها بوجود رئيس حكومة في لبنان أو عدمه. وأوضح أنّ ما قيل إنّ ولي العهد السعودي اجتمع برؤساء أركان التحالف تحضيراً لـ”عاصفة حزم” ضدّ لبنان شائعة أيضاً، فالحديث عن هجوم سعودي على لبنان غير منطقي وليس له أيّ معطى أو إمكانية، وقبل الحديث عن خطة سعودية تجاه لبنان علينا الانتظار لمعرفة إلى أين تتجه المملكة في ظل حملة الاعتقالات، داعياً اللبنانيين إلى الاطمئنان.