قارن رئيس مجلس النواب نبيه بري استقالة رئيس الحكومة بسقوط قنبلة ذرية على لبنان، كما قال امس، وهو الذي كان ينتظر الحريري في شرم الشيخ ليلتقيا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي معا. وزارت رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري مفتى الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ووضعته في المستجدات الحاصلة.
وتشير المعلومات الى ان الحريري لن يعود الى بيروت في هذا الوقت، ما يطرح البحث بتشكيل حكومة جديدة.
مصادر المعلومات عينها أكدت لصحيفة «الأنباء» الكويتية أيضا ان الوزير جبران باسيل زار بيت الوسط يوم الأحد الماضي وعرض على نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري ومستشاره الأول تشكيل الحكومة العتيدة، هو او والدته النائب بهية الحريري، لكنهما رفضا العرض، كما رفض رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة اي مرشح، قائلا: مرشحنا سعد الحريري. وقال السنيورة لقناة «ام.تي.في»: لا يمكن ان نقحم لبنان بعداء او في اي حالة حرب مع دولة عربية، مؤكدا على ضرورة العودة بلبنان الى الحضن العربي.
وفي هذا الضوء، تشير معلومات «الأنباء» الى ان القصر الجمهوري لا يزال على توقعه بعودة الحريري الى بيروت بعد غد الخميس.
واذا لم تساعد الظروف والمعطيات في عودة الحريري، يبادر الرئيس عون الى الدعوة لاستشارات نيابية بالتنسيق مع رئيس المجلس نبيه بري من اجل اختيار رئيس جديد للحكومة.
وفي المعلومات ايضا ان موعد الاستشارات سيكون في هذه الحالة يومي الاثنين والثلاثاء 13 و14 الجاري، وعلى امل ان تبقى الاوضاع العامة مضبوطة من امنية واقتصادية خصوصا، وهذا كان محور الاجتماع العسكري والأمني الذي ترأسه الرئيس عون في القصر الجمهوري قبل ظهر امس، واشاد فيه بتهدئة القوى السياسية للساحة الداخلية، وأكد عون ـ وفق ما ورد في تغريدة على حساب رئاسة الجمهورية على تويتر ـ ان تجاوب كل القيادات السياسية مع دعوات التهدئة يعزز الاستقرار الأمني ويحفظ الوحدة الوطنية، وقال: الوحدة الوطنية تبقى الاساس للمحافظة على الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وكل الجهود يجب ان تنصب على المحافظة على هذه الوحدة، لاسيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن.
وتاليا الاجتماع المالي والاقتصادي الذي انعقد في القصر الجمهوري عصرا بحضور وزير المال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي دأب على طمأنة اللبنانيين على صلابة موقف الليرة اللبنانية، وقال لبرنامج «كلام الناس» على قناة «ال.بي.سي.آي» مساء السبت الماضي: نحن في ازمة سياسية وحكومية ولسنا في ازمة مالية نقدية، وأن البنك المركزي تبنّى نموذجا نقديا يأخذ بعين الاعتبار المناخات السلبية التي قد تحصل من خلال هندسات مالية، اختبرناه في ظروف اسوأ، ولا داعي للهلع.
الرئيس نبيه بري الذي اجتمع مطولا بالرئيس عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ عبر عن خشيته من ان يكون وراء استقالة الحريري اخطر من الاستقالة نفسها، مشيرا الى انه في ايام السوريين في لبنان لم تسقط حكومة لبنانية من الخارج.
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط قال من جهته ان المرحلة تتطلب اكثر من اي وقت مضى الهدوء واحترام الدستور والمؤسسات، معتبرا ان كلام نصرالله اول من امس في غاية المسؤولية «وان كنت لا اشاركه بعضا من مضمونه».
الرئيس السابق ميشال سليمان توجه الى حزب الله بالقول: لن تقوم الدولة اذا بقيت الممارسات على هذا الشكل، والمطلوب وضع استراتيجية دفاعية، مبديا قلقه على مصير الانتخابات النيابية.
ويبقى السؤال: هل المشكلة بشخص سعد الحريري ام بالتركيبة الحكومية وبأداء حكومة استعادة الثقة التي لم تستطع استعادة الثقة؟
اوساط رسمية لبنانية متابعة تخشى ان تكون المشكلة اكبر مما يبدو، في ضوء التطورات الاقليمية المتسارعة، حيث ان بعض القوى الاساسية ترفض مشاركة حزب الله بالحكومة الجديدة، سياسية كانت او تكنوقراط، حتى ولو افضى الرفض الى فراغ حكومي يمكن تغطيته بتصريف الاعمال.