كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
على رغم القانون الجديد للسير والإجراءات التي تتّخذها الجهات المختصة، ما زلنا نسمع في لبنان بشكل شبه يومي عن حوادث دهس المشاة التي تشكّل نسباً كبيرة من الوفيات على الطرقات.
تُعتبر حوادث دهس المشاة من المشكلات الرئيسة للوفيات جراء الحوادث المرورية، وهي في معظمها ناتجة من قصور في سلوكيات السائقين ومستخدمي الطريق على حدّ سواء.
مسؤولية مشترَكة
تقع على كل سائق سيارة أو مركبة مسؤولية الإنتباه والتركيز أثناء القيادة وإحترام خطوط عبور المشاة والتزام حدود السرعة المقرَّرة داخل المدن وعدم التلهّي عند القيادة حتى يمكنهم السيطرة على المركبة والإنتباه الى مفاجآت الطريق وتفادي حوادث الدهس.
في المقابل، تقع على المشاة مسؤولية إلتزام القواعد الصحيحة لعبور الطريق وعدم الإستهتار بذلك، واستخدام خطوط المشاة والمعابر والجسور المخصَّصة لهذا الغرض والإلتزام بالإشارات الضوئية إذا وُجدت، والتأكّد من خلوّ الطريق قبل العبور عند الحاجة، وعدم عبور الطرقات السريعة والأوتوسترادات. وإذا إلتزم كلا الطرفين بالقواعد، ستنخفض نسب حوادث الدهس وتقلّ معها الإصابات والوفيات على الطرقات.
كذلك، هنالك إجراءات هندسية يجب أن تُتّخذ من قبل الدولة تركّز فيها على البنى التحتية والتصميم الآمن للطرقات وبناء جسور لعبور المشاة ومراعاة وسائل الأمان ومعاييرها في مشاريع الطرق الجديدة والحالية.
ومن الأمثلة على ذلك، اللوحات المرورية والإرشادية وتحليل بيانات الحوادث ومعالجتها على مواقع الحوادث في شبكة الطرق. كذلك، تقع على عاتق الدولة مسؤولية التركيز على المعايير الهندسية الخاصة بالمركبات، وعلى المواصفات الفنّية والسلامة الموجودة في السيارة.
تقنيات مساعدة
عملت شركات عدّة مصنِّعة للسيارات على إعادة تصميم الكثير من القطع في سياراتها وهندستها لتكون أقلَّ خطراً عند الإصطدام بالمشاة. فقد تخلّت غالبية السيارات عن المصابيح الزجاجية لصالح أخرى مصنوعة من البلاستيك والمواد المركّبة، كما أنّ أغطية المحركات أصبحت أعلى من السابق لتوفّر مسافةً كافية للتهشّم بين غطاء المحرك والمحرك، والذي أصبح أيضاً يعلوه غطاءٌ بلاستيكي للحدّ من قوة الإرتطام.
كذلك أُعيد تصميم عدد من المكوّنات في السيارة لتنفصل لحظة إصطدام أحد المشاة بها كماسحات الزجاج الأمامي والمرايات الجانبية والرفاريف الجانبية التي أصبحت أيضاً في بعض السيارات من البلاستيك.
وفي السيارات المتطوّرة تمّ إعتماد الوسائد الهوائية المثبتة أسفل غطاء المحرك، التي تنفتح لدى الإصطدام بالمشاة لتحميهم من الإرتطام بزجاج السيارة الأمامي.
وفي السياق عينه تمّ تجهيز بعض السيارات بنظام الكشف عن المشاة ونظام الأمان في المدن ونظام الكبح التلقائي وغيرها من أنظمة السلامة التي تساهم في حماية المشاة على الطريق. وكل تلك الأنظمة تساهم بشكل فعّال في تقليل إصابات المشاة على الطرقات.