IMLebanon

هذا ما دفع الحريري إلى إحداث “صدمة الاستقالة”

وضعت المملكة العربية السعودية حدّا للإشاعات التي انتشرت في بيروت عن ضغوط مورست على رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أثناء وجوده في الرياض كي يقدّم استقالته، وهي إشاعات بنى عليها أمين عام حزب الله حسن نصرالله الأحد خطابه الذي حلل فيه فرضيات استقالة الحريري.

وقالت مصادر سياسية لبنانية لصحيفة “العرب” اللندنية إن استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للحريري أمس كان ردّا مباشرا على ما سعى حزب الله للترويج له حول الظروف التي أحاطت باستقالة رئيس الحكومة اللبنانية، والربط بين الاستقالة وإجراءات اتخذت في حق أمراء سعوديين ووزراء ورجال أعمال معروفين.

وشرحت هذه المصادر السياسية، التي هي على اتصال بالحريري، أن الأخير وجد نفسه بعد جولة أخيرة من المحادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يتابع تغطية تصرّفات حزب الله في لبنان وإمّا رفع الغطاء الحكومي عن هذه الممارسات.

وقالت إن رئيس الوزراء اللبناني فضّل تقديم استقالته، خصوصا في ظلّ الأجواء السائدة في لبنان والتي تذكّر، على حد تعبيره، بتلك التي سادت في مرحلة ما قبل اغتيال والده في الرابع عشر من شباط 2005.

وذكرت أن ما دفع الحريري إلى إحداث “صدمة الاستقالة” أن لبنان مقبل على استحقاقات مالية كبيرة في الأشهر القليلة المقبلة وذلك في ظلّ إصرار أميركي وأوروبي وعربي على محاصرة حزب الله ماليا وتجفيف موارده.

وأبدى رئيس مجلس الوزراء اللبناني المستقيل تخوّفه من انهيار اقتصادي في البلد في حال إصرار إيران على ممارسة المزيد من الضغوط على الدول العربية مستخدمة حزب الله كأداة تدخّل لها في أكثر من مكان في المنطقة.

وأوضحت أن ما دفع الحريري في نهاية المطاف إلى خيار الاستقالة اقتناعه بأن المملكة العربية السعودية ذاهبة إلى النهاية في المواجهة مع إيران وأن لبنان لن يكون قادرا على البقاء في موقع الحليف لإيران بغطاء من حكومة يرأسها نجل رفيق الحريري.

ويرى المدير التنفيذي للمركز اللبناني للدراسات سامي عطالله أن “البلد كله في مهب الريح، النظام السياسي كله في مهب الريح”، متسائلا “هل سيتمكن القادة من الارتقاء إلى مستوى الحدث، وبناء جسور في ما بينهم؟”.

وقال “أعتقد أن هناك مسوؤلية كبيرة تقع على عاتق القوى السياسية لتظهر لنا مدى قدرتها على حكم البلاد”، معربا عن أمله في أن يتمكن المصرف المركزي من احتواء الوضع اقتصاديا.