IMLebanon

المزاج السعودي المصري الأميركي: ممنوع تجاوز الحريري

يرى مراقبون في بيروت أن تصريحات المشنوق جاءت لتطمين حلفاء الحريري والرد على ما جاء في تصريحات لرئيس الجمهورية ميشال عون وأمين عام حزب الله حسن نصرالله.

ويعتبر المراقبون أن لبنان دخل مأزقا حقيقيا بعد استقالة الحريري وأن مسألة عودة رئيس الوزراء المستقيل إلى لبنان لن تكون مخرجا للأزمة الحقيقية.

ويضيف هؤلاء أن عدم وجود أي معلومات دقيقة لدى تيار المستقبل حول مسألة عودة زعيم التيار إلى البلد، والاكتفاء بالحديث عن “انطباعات” حول عودته، على حد تصريح المشنوق، يفتح باب الأزمة على المجهول.

ورغم حركة بعض الشخصيات السياسية السنية باتجاه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، إلا أن الأوساط السياسية اللبنانية ما زالت تستبعد التحرك باتجاه تشكيل حكومة ترأسها شخصية بديلة عن الحريري.

وتضيف هذه الأوساط أن التغريدة التي أطلقها الوزير السابق سليمان فرنجية حول رفضه رئيس حكومة “يتحدى المكون السني” تختصر الموقف الحالي العام الرافض للإسراع بغلق ملف الاستقالة واعتبارها أمرا عاديا عارضا.

وتؤكد مصادر برلمانية أن المزاج السعودي المصري الأميركي لن يسمح بإيجاد شخصية سنية بديلة عن رئيس الحكومة المستقيل بسهولة، وأن الظروف التي أتاحت قبول نجيب ميقاتي ليتبوّأ هذا الموقع بعد الانقلاب الذي أطاح بالحريري وحكومته عام 2011 قد تغيرت، وأنه لم يعد مقبولا تجاوز ما يمثله الحريري في لبنان وفي المنطقة.

ونقل عن مصادر سعودية مطلعة أن الرياض تواكب الوضع اللبناني، وأن القائم بالأعمال السعودي في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري يتابع زياراته واتصالاته على نحو يوحي بحيوية الحضور الدبلوماسي السعودي في لبنان، وأن استقالة الحريري، السبت، تعكس مؤشرا لهجوم سياسي سعودي وليس انكفاء عن لبنان.

وتقول المصادر إن أداء السفير السعودي الجديد في لبنان وليد بن محمد اليعقوب قسم اليمين أمام العاهل السعودي، تأكيد من أعلى المراجع على استمرار اهتمام الرياض الرسمي والاستراتيجي بلبنان بصفته بلدا صديقا لطالما حظي برعاية السعودية تاريخيا.

ولاحظت مراجع لبنانية أن السعودية تتصدى للحملة التي تشنّها المنابر القريبة من إيران في لبنان والتي أشاعت مسألة اعتقال الحريري من ضمن الحملة الأخيرة التي شنتها الرياض ضد أمراء ووزراء سعوديين، فيما تقصّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أثناء كلمته، الأحد، طرح ما أسماه “أسئلة مشروعة” حول حقيقة وجود الحريري في السعودية.

ورأت هذه المراجع أن اللقاء الذي جمع الحريري بالسفير السعودي الجديد في لبنان الأحد واللقاء الذي جمعه الاثنين بالملك سلمان يمثلان ردا سعوديا مباشرا عن منزلة الحريري الرفيعة لدى الحكم في المملكة.