IMLebanon

فضل الله: لبنان لا زال محكوما بتغطية دولية وإقليمية تضمن له الاستقرار

اعتبر العلامة علي فضل الله، أن لبنان لا يزال يرزح تحت وقع الصَّدمة الَّتي نتجت من الاستقالة المفاجئة وغير المتوقعة لرئيس مجلس الوزراء، فرغم مرور أيام عدة على حدوثها، فإنها لا تزال محل تساؤل اللبنانيين على مختلف المستويات، عن حقيقتها وجديتها وإذا ما كان قد أجبر عليها، وعن الأسباب والخلفيات الكامنة وراءها، والطريق الذي قد تؤدي إليه.

وقال في خطبتي صلاة الجمعة: “من حق اللبنانيين أن يطرحوا كل هذه التساؤلات، فالاستقالة حصلت، وبشكل غير مسبوق، من خارج حدود الوطن، وإلى الآن لم تقدم بطريقة دستورية تؤدي مفاعيلها، إن كان الهدف منها هو الاستقالة فعلا، وهي جاءت خارج السياق الذي كان عليه الواقع السياسي. ورغم الخلافات الموجودة الَّتي حكمت الوضع السياسي الداخلي، فإنها لم تكن تنذر بنشوب أزمة سياسية حادة تؤدي إلى الاستقالة، فباب التسويات الذي يحكم كل شيء في السياسة الداخلية، كان لا يزال مفتوحا، والكل في الداخل اللبناني حريص على هذا التوافق”.

وأضاف: “لكن وإلى أن تنجلي الصورة وتتضح معالم المرحلة، تسيطر على اللبنانيين أجواء القلق والترقب مما ستحمله إليهم الأيام القادمة على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وهم يعيشون تحت وطأة الشائعات والأخبار المختلفة التي تسعى إلى تسعير حرارة الأزمة، أو التغريدات النارية التي تحمل في كل يوم تهديدا للبنانيين بالويل والثبور وعظائم الأمور وانتظار المفاجآت، في ظل الحديث المتزايد عن أن التوافق السياسي الداخلي الذي نعم به اللبنانيون في الفترة الماضية، والذي أدى إلى تفعيل حركة المؤسسات، قد انتهى، وأن لبنان عاد ودخل فعلا أو أدخل في عين العاصفة، بعد أن أفلت منها طوال السنوات السابقة، وأن حاله سيكون كحال بقية الدول، وأن طبول الحرب بكل عناوينها قد بدأت، وما على اللبنانيين سوى انتظار المستجدات”.

وتابع: “أمام هذا الواقع، وفي الوقت الذي لا نريد أن نهون من خطورة هذه المرحلة وتداعياتها، ومن المطلوب أن لا نهون منها، فإننا ندعو إلى عدم الاستسلام للتهويلات والانجرار خلف الشائعات والتحليلات المعروفة الأهداف التي تريد أن تسعر الخوف لدى اللبنانيين، ونحن لا نزال على قناعة بأن لبنان لا يزال محكوما بتغطية دولية وإقليمية تضمن له الاستقرار، وتمنع أي انفلات أمني، سواء على الحدود أو في الداخل، وهذا الذي نقوله دائما، ليس لسواد عيون اللبنانيين، وإنما لوجود أعداد كبيرة من النازحين السوريين فيه، وهم في عهدة الأمم المتحدة، ويخشى البعض أن يشكلوا مشكلة للغرب، ولأن المرحلة هي مرحلة تسويات، وليست مرحلة حرب ودمار”.

وأكد أن “القوى الأمنية أثبتت جدارتها في حفظ الأمن، وستبقى كذلك دائما، كما أنَّ الاستنفار الحاصل على المستوى الاقتصادي، على صعيد المصرف المركزي والمصارف اللبنانية، سيترك أثره الإيجابي، ويبقى الأساس في ذلك هو الموقف الوطني الموحد الذي برز في مواجهة تداعيات ما جرى. ورغم ما صدر من أصوات محرضة، فإن الجميع يتعاطى مع المستجدات بمسؤولية، ويحرص على عدم القيام بأية خطوة من شأنها زعزعة الاستقرار الداخلي، ويسعى إلى العمل على معالجة الأزمة القادمة بروح استيعابية”.