في هذا الوقت لا تزال الدوائر السياسية الرسمية في حالة ترقب لمواجهة «المجهول» الاتي في ظل غياب اي معطيات «منطقية» حيال الخطوة السعودية المقبلة، وتتزايد القناعة اكثر بأن الرئيس الحريري ذهب ضحية تصفية حسابات سعودية داخلية، وفي هذا السياق، رفعت الاجهزة الامنية اللبنانية على نحو منفصل تقارير موثقة امس الى رئيس الجمهورية ميشال عون، وجاءت متطابقة لجهة عدم حصول اي تبدل جزئي او كلي في الوضع الامني في البلاد، وبعد عمليات استطلاع ومراقبة لبعض البؤر المشبوهة التي رفعت درجات المراقبة حولها، خصوصا في مناطق تجمعات النازحين السوريين في البقاع والشمال، وكذلك المخيمات الفلسطينية، تبين ان الامور اكثر من عادية، وعلى عكس المتوقع «غاب» عن المشهد اي تحرك يمكن ان يصنف في خانة التحضير لاهتزاز امني محدود او واسع… وفي هذا الاطار لم تتبلغ الاجهزة الامنية من خلال المراسلات العادية او الاستثنائية مع الاجهزة الامنية الغربية اي معلومة لها قيمة تستاهل رفع درجات الاستنفار في البلاد… لكن المعلومة الملفتة والاكثر اهمية جاءت من وزارة الداخلية، حيث لفت تقرير كان مثار اهتمام شخصي من وزير الداخلية نهاد المشنوق، يشير الى ضرورة التنبه وزيادة الرقابة على تحركات وزير العدل السابق اشرف ريفي وانصاره في الشمال، والامر ليس بناء على بعض المؤشرات والمعلومات فقط، بل ايضا على تعليل سياسي صادر عن المشنوق يفيد بان ريفي مستعجل لتقديم «دفعات على الحساب» للقيادة السعودية الجديدة، ويريد اثبات جدارته على الساحة السنية في غياب الرئيس الحريري…!