شيع الجيش اللبناني وأهالي بلدة حورتعلا المجند الممددة خدماته الشهيد حمزه المصري، في حسينية التليلة في البلدة، في حضور العميد عبدالله مخول ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش، الرائد نبيل الحاج حسن ممثلا المدير العام لامن الدولة، النقيب رفيق العزير ممثلا المدير العام للامن العام، الملازم أول محمد الطفيلي ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي، رئيس بلدية حورتعلا علي حمود المصري ورؤساء بلديات قرى الجوار ومخاتير وفاعليات دينية واجتماعية.
وألقى مخول كلمة قال فيها: “مرة اخرى تمتد يد الغدر والاجرام الى الجيش، ومرة اخرى يقدم الجيش التضحيات الجسام حفاظا على استقرار الوطن وصونا لحق كل مواطن في العيش بحرية وكرامة وامان. شهيدنا الغالي حمزة الذي نزفه اليوم الى الوطن، عريسا للشهادة، هو واحد من ابطالنا الميامين الذين نكبر بهم، بعد ان آل على نفسه ان يكون جنديا غيورا على مصلحة جيشه، وسلامة اهله واخوته في المواطنية، ومستعدا في كل حين لمواجهة الخطر التزاما بقسمه، واخلاصا لرسالته بانتمائه الى مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء”.
وأضاف: “ظن القتلة المجرمون انه بمثل هذا العمل الغادر الذي استهدف شهيدنا البار يستطيعون ترهيب الجيش وجنوده لمواصلة جرائمهم المنظمة، من اعمال خطف وسلب وتجارة بالممنوعات، لكنهم اخطأوا تماما بظنهم هذا، فالجيش لن يتهاون على الاطلاق مع ممتهني العبث بالامن والطعن في الظهر، ولا بد ان يلقوا جزاءهم العادل في القريب العاجل. وانه لمن المؤسف حقا ان يسقط لنا شهداء وجرحى على ايدي بعض اللبنانيين الخارجين على القانون، فيما من المفترض دائما بالنسبة الينا كجيش ومواطنين ان يستشهد جنودنا ويصابوا في مواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب”.
وأعلن: “اننا اذ نتوجه بتحية اكبار واجلال الى شهيدنا البطل حمزة الذي بذل روحه الطاهرة في سبيل لبنان، لا يسعنا الا ان نتوجه ايضا بتحية تقدير وشكر وامتنان الى عائلته الأبية، وهي مدرسته الاولى في التربية على المواطنية الصحيحة، ومحبة الجيش والتنشئة على الخصال الحميدة والخلف العظيم”.
وأورد العميد مخول نبذة عن حياة الشهيد قال فيها: “من مواليد 22/11/1989 برج البراجنة – بعبدا، مددت خدماته في الجيش اعتبارا من 29/7/2013، حائز على عدة اوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات، وتهنئة وزير الداخلية والبلديات مرة واحدة. الوضع العائلي: عازب”.
وختم: “باسم معالي وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، اتقدم من عائلة الشهيد وابناء بلدته ورفاقه بخالص العزاء والمواساة، سائلا الله عز وجل ان يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته ويمن على الاهل بجميل الصبر والسلوان”.
وألقى المصري كلمة العائلة قال فيها: “إن هذه القضية يجب أن تكون خاتمة كل الأعمال المهينة التي تهدد استقرار منطقتنا وتعبث بأمن أبنائنا. نقف مع الجيش اللبناني الذي رد الروح لهذا المجتمع، وزرع الأمل بالانتصارات التي حققها، وجعلنا نشعر بالأمن والأمان، على أمل أن تعود حركة الحياة إلى طبيعتها في هذا البلد”.
وأعلن: “إن دم ابننا لا يمكن أن يذهب هدرا، ويجب أن يكون قضية ننطلق منها لتحصين هذا المجتمع من خلال قضاء عادل نزيه يجعلنا لا نشعر بالحاجة إلى أخذ حقنا بأيدينا، ومن أجل أن نجعل من دم ابننا هدية لبقاعنا ووطننا، يجب أن نجعل ما حصل خاتمة للأحزان، من خلال إلقاء القبض على كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا البلد، وخصوصا بهذه المؤسسة العسكرية، لأنها صمام الأمان الأخير، بحيث أنها لو خسرت شيئا من هيبتها لانهار البلد والاقتصاد، ولانهار العقد الاجتماعي الذي يجب أن نحافظ عليه”.
وختم: “لذلك نطالب الدولة اللبنانية بأن تسعى لوضع حد للجناة، حتى نشعر أننا غير ملزمين للسعي لتحصيل حقنا بأيدينا”.
وانطلق المشيعون في موكب حاشد ومهيب، وحمل النعش على أكف رفاق السلاح والأهل والأصدقاء، فيما أم الشيخ المصري الصلاة على جثمان الشهيد الذي ووري الثرى في مدافن العائلة.