أكد الرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري أن سيعود قريبًا جدًا الى لبنان ليؤكد على استقالته، وقال في مقابلة من الرياض مع الاعلامية بولا يعقوبيان عبر “المستقبل”، “سأعود الى لبنان قريبا جدا وساعتمد الطرق الدستورية لتقديم استقالتي”، واضاف: ” إذا أردنا التراجع عن الاستقالة من رئاسة الحكومة فيجب بالمقابل احترام النأي بالنفس”.
الحريري أكد أن “استقالته كانت لمصلحة لبنان وما يجري إقليميا خطر على الوطن”، مشددًا على “ان لا مصلحة لنا كلبنانيين اضافة عقوبات عربية علينا”.
واذ لفت الى أنه ليس ضد “حزب الله” كحزب سياسي لكن عليه ألا يتسبب بخراب لبنان، قال: “ما يهمني هو لبنان ومهمتي الحفاظ عليه”، مشددًا على ان السعودية تحب لبنان لكنها لا تحبه اكثر من الرياض.
واضاف: “انا كتبت بيان الاستقالة وانا احببت ان اعمل صدمة ايجابية”، تابع: “ما قمت به خلال السنتين السابقتين فعلته بكامل قناعتي بالرغم أنه كان ضد مصلحتي الشخصية والسياسية ولكن لم يعد بالإمكان السكوت خاصة مع كل ما يحصل والعقوبات الجديدة على لبنان”.
واكد انه لا يخشى الموت قائلا: “أنا لا أخشى الموت بل اخشى على لبنان وهناك تهديد أمني جدي لي شخصيا وللبلد، والأطراف التي تهدد أمني معروفة وهي النظام السوري والجماعات المسلحة المتطرفة الأخرى كداعش والنصرة”.
وعن تقديم استقالته من الرياض، قال: “كان الأفضل أن أستقيل من لبنان، ولكن هناك خطر، وبالتالي لا بد من إعادة النظر بجميع الإجراءات الأمنية”، مؤكدًا انه في المملكة حر وبإمكانه أن يغادرها غدا، واضاف: “في أي وقت ولكن انا لدي عائلتي ولا أريدهم أن يعيشوا تجربتي عندما إغتيل والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وشدد الحريري على ان السعودية تحب لبنان والإستقرار في لبنان أساسي للملك سلمان ولولي العهد محمد بن سلمان من النواحي كافة ولكن اليوم السعودي يموت ولبنان يتحمل جزءا من المسؤولية في هذا الموضوع ولهذا يهددون لبنان اليوم بعقوبات اقتصادية.
واعتبر انه على حزب الله أن يدرك أن مصلحة لبنان العليا هي في المحافظة على علاقاتنا بجميع الدول، مجددًا التأكيد على انه سيعود ليقول “لبنان أولا”، واضاف: “عودتي هي مسألة أيام وليست مسألة أشهر”.
ورأى ان “مصلحة لبنان العليا ليست في تخريب علاقات لبنان مع كل العالم”.
وشكر “كل اللبنانيين وكل الاطراف السياسية على موقفهم واجماعهم حول سعد الحريري”، وقال: “ليس لأن سعد الحريري افلاطون ولكن لأن لبنان اولا.
وردا على سؤال عن علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قال: “الرئيس عون اكثر انسان متمسك بالدستور، وكلنا تحت سقف الدستور، وحق الرئيس عون الدستوري ان اقدم استقالتي له اولا، وهذا حق وعرف، ولذلك يحق له ان يطلب ان تكون استقالتي امامه”.
وأضاف: “انا فخور بهذه العلاقة معه، وعندما اعود الى لبنان سأتحاور معه في كل الامور”، وأردف: “علينا تصويب الامور سويا مع فخامة الرئيس في ما يتعلق بالنأي بالنفس”.
ونفى ان يكون قد طلب منه اي احد موقفا حول النأي بالنفس، وقال انه “على اللبنانيين فعل ذلك”، مكررا نفيه “ان تكون السعودية قد طلبت منه ذلك”.
كما نفى وجود تهديد في كلام مستشار الامام خامنئي علي أكبر ولايتي له، وقال: “تحدثنا بصراحة حول تدخل إيران في البلاد العربية”، مشددًا على انه مع “الشيعة ومع حزب الله”، واضاف: “أنا أمثل الكل، وأقول لهم مصلحتنا أن نتوحد من أجل لبنان وليس من أجل هذا المحور أو ذاك”.
وردا على سؤال حول تحرير لبنان بمساعدة إيران، قال: “كل اللبنانيين كانوا مع المقاومة وضد إسرائيل، وكان هناك مساعدات من السعودية للبنان يوم عدوان إسرائيل عليه في العام 2006، النأي بالنفس لم يتم إحترامه، وهناك ما يقارب الـ400 ألف لبناني يعملون في دول الخليج، فماذا سيكون مصيرهم في حال لم نعتمد سياسة النأي بالنفس”.
وأعلن أنه سيعود الى لبنان ليؤكد على إستقالته، وأنه سيعمد بعدها الى “الدخول بالحوار مع كل الأطراف على اساس النأي بالنفس، وعلى اساس الحوار الإيجابي والعلاقات الإيجابية مع كل العرب”.
من جهة آخرى قال: “نحن لا نهوى الإختلاف مع إيران ولكن من غير الممكن وضعنا في محاور لا نتحملها ولهذا أقول أن النأي بالنفس هو خيارنا الوحيد للحفاظ على لبنان”،
واذ حيا حكمة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وقال: “أشكره على صوابيته وإتزانه وسأقوم بزيارته عند عودتي إلى لبنان”.
واعتبر زيارة البطريرك الماروني الكردينال ما بشارة بطرس الراعي الى السعودية تاريخية وتؤكد سياسة الإنفتاح في المملكة.
وشدد على ان مصلحة لبنان تتجلى بالنأي بالنفس وبالتركيز على الداخل اللبناني وبناء مؤسساتنا وبلدنا، معتبرًا ان الحوار يجب أن يتضمن عرض للمصالح وعرض للمشاكل لنتوصل إلى الحلول اللازمة، ولفت الى ان مصلحة حزب الله هي المحافظة على لبنان والتخلي عن بعض المواقف التي تضر بمصلحة هذا البلد وهذا حقٌ لنا ولأولادنا علينا.
واشار الحريري الى ان مواقف السعودية ضد “حزب الله” تطورت بعد تدخله في اليمن، معتبرًا انه من غير الممكن الموافقة على أمور يقوم بها “حزب الله”، ولفت الى انه يمكن إقليميا الوصول إلى حل لسلاح الحزب.
وعاد وجدد الحريري التاكيد على ان هناك مسائل عديدة أدت إلى استقالته، مشيرًا الى انه سيناقشها مع رئيس الجمهورية عندما يعود إلى لبنان، رافضًا الكشف عنها وقال: “لا يمكنني الكشف عنها حالياً، بل سأتكلم عنها في الوقت المناسب”.
واضاف: “سأعود إلى لبنان لنشمر عن سواعدنا ونعمل ولكن التسوية تفترض النأي الحقيقي بالنفس لنتمكن من النجاح سويةً”.
وختم قائلا: “أريد أن أقول للبناننين أن سعد الحريري معكم ولكم ومستعد أن يقدم ما قدمه رفيق الحريري وسأكون في بيروت خلال أيام”.