IMLebanon

لماذا رفع عون السقف؟

أوضحت دوائر القصر الجمهوري لصحيفة “الجمهورية” انّ الرئيس ميشال عون رفعَ سقفه في مواجهة الرياض «بهدف الإسراع في تأمين خروج الرئيس سعد الحريري وعودته الى بيروت في أسرع وقت». وقالت: «لقد هالَ الرئيس عون حديث عدد من وزراء الخارجية في اوروبا والعالم عن «احتجاز الحريري وعائلته»، ما دفعه الى رفع الصوت عالياً لتوفير أفضل الظروف للعودة».

واعتبرت مصادر سياسية لصحيفة “الحياة” أن مواقف عون تسابق عودة الحريري القريبة، وتستبق اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي دعت إليه الرياض من أجل بحث التدخلات الإيرانية في المنطقة، وتبدو كأنها للتغطية على الموقف العربي حيال هذه التدخلات.

وقالت مصادر سياسية لـ “الحياة”، إن فريق عون أجرى تقويماً للمواقف التي أعلنها واعتبر أن بعض العبارات التي قالها «تخطت الحرص على التهدئة التي كان شدد عليها عند اندلاع الأزمة». وأوضحت المصادر أن الاتصالات المحلية والعربية والدولية مع الجانب اللبناني بما فيه عون، تشدد على وجوب وقف انخراط الحزب في الحروب الإقليمية واعتماد النأي بالنفس عنها. وذكرت مصادر لبنانية شبه رسمية لـ «الحياة» أن بعض الجهات الخارجية نقلت إلى الحزب خطورة استمراره في هذه السياسة في الأيام الماضية.

وتساءلت أوساط نيابية عبر صحيفة “اللواء” عن سبب تصعيد الرئيس عون، لجهة وصف تأخر عودة الحريري «بالاحتجاز» والعمل «العدائي»، معتبرة هذا التصعيد بأنه لم يكن لازماً، خصوصاً ان الرئيس الحريري آتٍ إلى بيروت، وهو لم يوقف لا اتصالاته ولا تحركاته.

وأعربت الأوساط عن خشيتها من ان يكون موقف بعبدا له علاقة باجتماع وزراء الخارجية العرب، واستباق لعودة الحريري، وبحث موضوع الحكومة ككل، والشروط التي وضعها الرئيس المستقيل في المقابلة التلفزيونية للعودة عنها، أو مناقشة ما يمكن فعله.

واكدت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة «اللواء» انه إذا عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت فبإمكانه ان يقدم استقالته ضمن الأصول الدستورية وتأخذ الأمور مسارها الطبيعي مثل اجراء استشارات نيابية ملزمة وتكليف، اما إذا تراجع عن الاستقالة، فهذا قرار يعود له، وقد لا يكون فيه استفزاز لأحد، بحسب اعتقاد الرئيس نبيه برّي الذي كرّر امام نواب الأربعاء بأنه «امام السيناريوهات المرتقبة، فإن العودة عن الاستقالة فيها عدالة واستقرار لبنانياً وعربياً.

وقالت المصادر الرئاسية، ان أي كلام آخر حول الاستقالة وملابساتها وأسبابها هو سابق لاوانه، وأن رئيس الجمهورية ما يزال ينتظر العودة، مشيرة إلى ان لبنان سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد، ويبدي رأيه وفقا للمداولات التي ستحصل في حينه، وبالتالي لا يمكن استباق أي شيء.

وأشارت هذه المصادر إلى ان الرئيس عون قال ما قاله امام الإعلام المرئي والمسموع بعد أمور توافرت من محاولات لاستهداف لبنان، وبعد الحملة الدولية التي قامت ومطالبات خارجية من كبار المسؤولين ورؤساء الدول بمنح الحرية للرئيس الحريري لتقديم استقالته في بيروت اذا رغب كي تستقيم الأمور الدستورية.

وقالت إن الكل تحدث عن وضع غامض يتعلق بمصير الرئيس الحريري، وبالتالي حرصا على عدم استغلال أو استثمار الموضوع بشكل يسيء إلى العلاقات بين المملكة ولبنان طالب الرئيس عون بالتوضيح، خصوصاً أن رئيس الجمهورية حريص على عدم استغلال الأمر واللعب على وتر الخلاف اللبناني السعودي من خلال موضوع الرئيس الحريري.

وقالت إن الرئيس قال ما قاله بعد مرور 12 يوما وتحدث عن حجز رئيس الحكومة.

وكررت المصادر القول أن الرئيس عون لا يرغب إلا بأفضل العلاقات مع المملكة التي قصدها الرئيس عون في بداية جولاته الخارجية في عهده، مؤكدة أن ما دخل على خط الموضوع هي المعطيات والمعلومات التي توافرت عن وضع عائلة الحريري إلى أن دعوة الرئيس الفرنسي للحريري وعائلته للمجيء إلى فرنسا.