كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
صحيحٌ أنّ موسم الأعياد والإحتفالات والمناسبات السعيدة يدفعكم فجأة إلى التفكير في الحلويات أكثر وتعزيز شهيّتكم عليها، لكن في الواقع هناك أسبابٌ أخرى وراء رغبتكم الشديدة في الحصول على المذاق الحلو.هل تعلمون ما هي؟
في ما يلي مجموعة أسباب غير متوقّعة وراء شهيّتكم على السكاكر، والكوكيز، والكايك، وغيرها من الحلويات طوال ساعات اليوم، وسُبل إعادة سيطرتكم على غذائكم:
تجويع النفس
إذا بدأتم اتّباع حمية متطرّفة، فلا داعي للاستغراب من شهيّتكم على الحلويات! السكر عبارة عن مادة يُدمن عليها الإنسان، وعند حرمان أنفسكم من المغذيات المهمّة التي تحتاجون إليها، يبحث الجسم عن طاقة فورية تأتي حتماً من السكريات. لذلك عندما لا تستهلكون ما يكفيكم من السعرات الحرارية، تميلون أكثر إلى الاستسلام لشهيّتكم على الحلويات أو الوجبات المصنّعة.
شملت دراسة أخيرة مجموعة فئران حُرِمت من الأكل يومياً لمدة 12 ساعة، ثمّ سُمِح لها باستهلاك محلول وطعام يحتويان السكر لمدة 12 ساعة أخرى. وجد العلماء أنها تعلّمت شرب محلول السكر بغزارة، خصوصاً عندما أصبحت أولاً مُتاحة يومياً. بعد مرور شهر على اتّباع هذا الجدول الغذائي، أظهرت الفئران سلوكاً مُشابهاً لمتعاطي المخدرات.
إذاً عندما تتقيّدون بغذاء غير متوازن أو لا تستهلكون كمية طعام كافية، فإنّ الدماغ سيدفعكم إلى البحث عن الطاقة للبقاء على قيد الحياة، وذلك يتمّ غالباً على حساب الأطعمة والمشروبات السكّرية. غير أنّ اتّباع حمية متوازنة يساعدكم على التحكّم في شهيّتكم على السكر والوقاية من المبالغة في الأكل لاحقاً.
العطش
إذا اشتهيتم الحلويات صباحاً أو عصراً، تذكّروا المرّة الأخيرة التي احتسيتم فيها المياه. في معظم الوقت عندما يدخل الجسم مرحلة الجفاف، تعتقدون أنكم تشعرون بالجوع وقد تبحثون عن الطعام لتعزيز الطاقة.
عند التعرّض للجفاف، فإنّ الإشارات التي تسمح لكم بمعرفة ما إذا كنتم تشعرون فعلاً بالجوع أو العطش قد تختلط في الدماغ. هذا الأمر يدفعكم إلى تناول الدوناتس أو البراونيز للحصول على جرعة سريعة من الطاقة.
في حال مارستم تمارين رياضية، تميلون إلى التعرّض للجفاف ولكنّ الجسم قد يُخبركم بأنه يحتاج إلى السكر أو الكربوهيدرات. يرجع ذلك إلى أنكم بحاجة إلى استعادة مخازن الغليكوجين التي تمّت خسارتها خلال نشاطكم.
إشربوا كوباً كبيراً من المياه بدلاً من المشروبات السكرية أو القهوة التي قد تسبّب لكم جفافاً إضافياً. في حال الانخراط في نشاط شديد الكثافة، قد تحتاجون إلى مشروب يحتوي الإلكتروليت، لكن يُفضّل أولاً أن تستعينوا بالمياه والانتظار قليلاً لرؤية النتيجة.
نقص الماغنيزيوم
توصّلت الأبحاث إلى أنّ انخفاض الماغنيزيوم رُبط برغبة شديدة في استهلاك الشوكولا نظراً إلى احتوائه هذا المعدن. إستشيروا طبيبَكم لمعرفة إذا كنتم تعانون هذه المشكلة، وما إذا كان يلزكم الحصول على مكمّلات غذائية أو استهلاك أطعمة أخرى كالمكسّرات الغنيّة بالماغنيزيوم.
حمية قليلة الدهون
إذا قرّرتم التخلّص من الدهون من غذائكم والتركيز فقط على المأكولات الخالية منها، فيُرجّح أن ترتفع شهيّتكم على السكر. مأكولات مصنّعة عديدة مُدوّن على أغلفتها «قليلة أو خالية من الدهون» تحتوي في المقابل سكراً إضافياً وصوديوم للمساعدة على جعل الطعام يبدو ألذّ.
تتبّعت دراسة أخيرة مجموعة مشاركين خضعوا إمّا لحمية قليلة الدهون أو منخفضة الكربوهيدرات لمدة عامين، ووجدت أنّ الذين حصلوا على مأكولات قليلة الدهون ارتفعت لديهم مستويات الجوع بمعدل أكبر.
الأشخاص الذين اتّبعوا حمية منخفضة الكربوهيدرات تقلّصت لديهم الأفضلية لمصادر الكربوهيدرات والسكريات أكثر مع مرور الوقت مقارنةً بنظرائهم الذين حصلوا على مأكولات منخفضة الدهون.
باستثناء إذا طلب منكم الطبيب الالتزام بحمية قليلة الدهون، إحصلوا على حِصص معتدلة من الدهون الصحّية كالأفوكا، والمكسرات، وزبدة المكسرات، والزيوت الصديقة للقلب كالزيتون، وأدخلوها كجزء من الطبق المتوازن للمساعدة على توفير الرضا والتحكّم في شهيّتكم على السكر.
دخول انقطاع الطمث
من الطبيعي أن تتعرّض المرأة للشهيّة على السكّر، خصوصاً الشوكولا، قبل حدوث الطمث أو خلاله. لكن مع التقدّم في العمر وفي حال تقلّب الشهيّة على السكر خلال الشهر، قد يرجع ذلك إلى تغييرات هرمونية في الجسم. عند دخول مرحلتَي ما قبل انقطاع الطمث أو توقّفه، فإنّ نقص الإستروجين والبروجستيرون قد يدفع إلى مثل هذا النوع من الشهيّة.
ثمّة نساء يواجهن أيضاً تعديلات في مستويات الإنسولين، ويتعرّضن لتقلّبات في مستويات السكر في الدم مع تغيّر هرموناتهنّ. يُنصح بإطلاع الطبيب على هذه الأعراض، بما أنّ الشهيّة على السكر قد تُشير إلى بدء دخول مرحلة ما قبل توقّف الميعاد أو شيء آخر يُطاول الصحّة.