كتبت ايفا ابي حيدر في صحيفة “الجمهورية”:
يتخوّف القيّمون على القطاع السياحي أن يؤدّي امتداد الأزمة السياسية التي استجدت منذ اسبوعين الى «تطيير» موسم الاعياد المقبل والذي يعوّل عليه لانعاش الحركة في القطاع.
ويبدو حتى الأن ان الأزمة أدّت الى الغاء بعض الحجوزات الفندقية، والى تردّد في اجراء حجوزات لفترة الاعياد. لكن القطاع لا يزال يأمل خيرا في الفترة المقبلة ويتابع تحضيراته بزخم لعيدي الميلاد ورأس السنة.
في هذا السياق، كشف الأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي ان القطاع المطعمي سجل بنتيجة الأزمة تراجعاً بنسبة 25 في المئة منذ الاسبوع الماضي، كما شهد القطاع الفندقي الغاءات لحجوزات مهمة، لعلّ ابرزها مؤتمر من تنظيم المنطقة الحرة كان من المفترض ان تكون المشاركة فيه من غالبية دول العالم، فقد ألغى عدد من المجموعات الصغيرة مشاركتهم في المؤتمر في لبنان، بما أدّى الى الغاء حجوزات لنحو 350 غرفة في بيروت.
تابع: بنتيجة هذه التراجعات يمكن التأكيد ان القطاع السياحي يمر في أزمة حاليا لكن هذا لا يمنع اننا كقطاع لا نزال نأمل خيرا ونعدّ لمرحلة الاعياد المقبلة. ونحن لا نزال في مرحلة ترقب ولما ستؤول اليه الاوضاع التي نمر بها اليوم.
وعمّا اذا كانت القرارات التي صدرت الاسبوع الماضي من بعض دول الخليج والتي تطالب فيها رعاياها بمغادرة لبنان قد أثرت على الحركة، قال: بالمبدأ في هذه الفترة من السنة لا يأتي سياح خليجيون الى لبنان، انما الأزمة السياسية التي بدأت مع اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الرياض ادّت الى الغاء حجوزات من دول اجنبية سيما اوروبا، والى ارجاء بعض الحجوزات الأخرى.
وعن التوقعات المرتقبة لفترة الاعياد، قال: لا يزال من المبكر الحديث عنها لأنها لا تزال حجوزات وقتية قابلة للالغاء في اي وقت.
الاشقر
بدوره، رأى نقيب اصحاب الفنادق بيار الأشقر أنه لغاية الآن ليس هناك حالة هلع في القطاع كما لم نشهد الغاء لحجوزات بشكل كبير. ولفت الى ان الالغاءات حتى الآن اقتصرت على فترة زيارة الى لبنان هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل فقط، أما بالنسبة الى الحجوزات لفترة عيد الميلاد فلا يزال من المبكر تقييمها لأن الغاء حجوزات من الآن لهذه الفترة امر طبيعي ويمكن ان يحصل حتى لو لم نمر بهذه الأزمة. وأكد انه اذا حُلت الأزمة في الايام المقبلة لا يزال ممكنا جذب السياح الى فترة الاعياد المقبلة.
وعن القرارات المطالبة بمغادرة الرعايا الخليجيين لبنان، قال: لو ان لبنان لا يزال مقصدا للخليجيين مثلما كان في السابق لكان وقع هذه القرارات كارثي علينا، لكن الان لا يوجد سياح خليجيون في لبنان.
ورداً على سؤال، اشار الأشقر الى ان سياحة المؤتمرات هي الاكثر جذبا ورواجاً في الوقت الراهن في لبنان، وكان آخرها المؤتمر الخاص بالمناطق الحرة لكنه ألغي بسبب الأزمة.
عبود
وكان نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود سبق ان أكد في تصريح «أن حركة حجوزات الطيران إلى لبنان لم تتأثر بالتطورات السياسية الأخيرة وتحديداً استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، لكنه حذّر من أن قرار حظر السفر إذا ما اتُخذ، عندها تكون الكارثة، «إنما حتى الآن الحركة على طبيعتها، والطلب لا يزال نشيطاً».
وأوضح أن «تشرين الثاني الجاري وكانون الأول المقبل يسجلان حركة حجوزات دائمة، نسبتها حتى الآن مرتفعة وجيدة جداً، علماً أن الشهر الجاري هو لحجز تذاكر السفر للشهر المقبل، وحتى الآن لا تزال الحركة ناشطة».
وعمّا إذا كانت الأيام الأخيرة سجّلت مغادرة سعوديين الأراضي اللبنانية، قال: كنا نسمع دائماً أن لا سعوديين في لبنان، لكن هذا العام كانت حجوزات السعوديين ضعف ما كانت عليه العام الفائت، وفق تقارير وزارة السياحة. إنما في الأيام العشرة الأخيرة، لم نتلمس شيئاً جديداً.