كتبت زكية الديراني في صحيفة “الأخبار”:
تتسارع التطورات في الشبكة السعودية بين استقالة موظفين وتغيير برامج. لكن المتضرر الأكبر يبقى «ذا فويس» الذي يشهد عقبات متلاحقة تحول دون انطلاقه في الموعد المحدد، بل تهدد وجوده بالكامل.
يبدو أن الرياح تجري عكس ما تشتهي سفن «ذا فويس» الذي تبثه قناة mbc. بعد انتهاء تصوير نحو 70% من الحلقات المسجّلة، ضرب إعصار البرنامج الذي يبحث عن المواهب الغنائية لدى الكبار، مما أدّى إلى تدميره كلياً. قبل حوالى أسبوع، استيقظ المتابعون على خبر إطاحة أحلام من «ذا فويس» ووضع نوال الكويتية مكانها.
في البداية لم يُصدّق أحد الخبر، حتى إن لجنة التحكيم التي تتألف من اللبنانيين عاصي الحلاني واليسا والمصري محمد حماقي، لم تكن على علم بتلك التغييرات.
مع العلم أن إحدى فقرات العقد الموقع بين القائمين على البرنامج والفنانين، تنصّ على أنّ كل مغنٍّ يجب أن يعرف من يجلس في اللجنة إلى جانبه، كي يوافق أو يرفض على أساسه. لكن الفنانة الكويتية «أُنزلت بالمظلّة» بناء على قرار سعودي أعلى ويجب تنفيذه من دون نقاش.
هنا بدأت شركة «تالبا الشرق الأوسط» المنتجة للعمل، بالتفتيش عن مخرج للمشروع الذي كان متوقّعاً انطلاق عرضه في 2 كانون الأول المقبل. أولى تلك الخطوات كانت الاتفاق على بدء عرض «ذا فويس كيدز» الشهر المقبل مكان الأول، إفساحاً للوقت بإعادة تصوير برنامج الكبار. في المقابل، بدأ وضع الخطط «الطارئة» ويبدو أن تنفيذها لن يكون سهلاً.
المشاكل التي تعترض التصوير تنوّعت بين عقبات تقنية تتعلق بالمعلنين وأخرى تتعلّق بالمشتركين. إذ يواجه القائمون على البرنامج مشكلة كبيرة، هي منع سفر المواطنين الخليجيين إلى لبنان. هذا القرار السياسي الذي اتخذ بعد تصاعد الاحداث بين السعودية ولبنان، يعترض مستقبل المشتركين الذين وقفوا للمرة الأولى أمام اللجنة وتمّ اختيارهم، وعليهم المجيء مجدداً إلى بيروت حيث يصوّر البرنامج في استديوهات ذوق مصبح (شمالي بيروت)، والغناء أمام اللجنة مرة أخرى. علماً أنّه تقدّم للبرنامج آلاف المشتركين متنوعي الجنسيات، وقد شهدت مرحلة «الصوت وبس» (أولى المراحل) مشاركة نحو 100 شخص، توزّع منهم 50 مشتركاً على اللجنة الرباعية.
من هذا المنطلق، أبلغت الشركة المنتجة لجنة التحكيم أنّ موعد التصوير الجديد سيكون في كانون الثاني المقبل، ويستمرّ لغاية آذار المقبل. كما تمّ تعديل الإعلانات والجهات الراعية للبرنامج، وتوقيع اتفاقات جديدة معها لعرض العمل في الموعد المنتظر أي قبل حلول شهر رمضان المقبل. وأيّ خلل في موعد البثّ، قد يُلغي عرض البرنامج كلّياً على الشاشة.
من هذا المنطلق، وجدت «تالبا للشرق الاوسط» أنها أمام خيارين: إمّا البقاء على بيروت كمكان للتصوير، أو الانتقال إلى إستديوهات أخرى ومنها دبي. وجدت المنتجة أن الانتقال إلى الامارات سيكلّف نحو ثلاثة أضعاف المبلغ الذي يُدفع في بيروت للتصوير. وبما أن mbc تمرّ في ظروف صعبة حالياً أوّلها اعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصاحبها وليد الابراهيم، فإن أيّ مبلغ إضافي يُصرف سيكون محطّ بحث فيه. كما أن سلسلة الإقالات في القناة السعودية تهدّد انطلاقة أيّ برنامج، آخرها استقالة المديرة الاقليمية للمحطة سمر عقروق أول من أمس، وهي المسؤولة المباشرة عن جميع النسخات العربية من البرامج التي تبثها mbc. وقبل ساعات، برز حلّ مفاجئ وهو الاعتذار من نوال الكويتية وعودة أحلام إلى «ذا فويس». لكن حتى هذه الخطوة ليست سهلة، بخاصة أن قرار الاطاحة بأحلام كان من جهات سعودية عليا، بناء على موقف المغنية الاماراتية السياسي ورفضها غناء أوبريت ضدّ قطر. لذلك، فخطوة عودة أحلام ليست بيد mbc أبداً. باختصار، يتعرّض «ذا فويس» لمطبّات لم يشهدها أيّ برنامج من قبل. ويبقى الانتظار لمعرفة الخطوات التي ستتخذها mbc لإعادة الحياة إلى العمل.