شارك وزير الإتصالات جمال الجراح في ورشة عمل حول الإتصالات بعنوان “DaTalks, Big Data and Data Analytics”، في جامعة القديس يوسف – كلية الهندسة – المكلس، شدد في سياقها على “ضرورة إنشاء المركز الوطني للمعلومات National Data Center ما من شأنه تحويل لبنان الى بلد متميز في هذا المجال”.
وألقى الجراح كلمة قال فيها: “نحن كنا في بلد لا يستطيع مائة ألف مواطن فيه الحصول على خط هاتف أرضي، رغم أن دفتر الشروط نص عليها، إذ إنه كان ممنوعا علينا حيازة سنترالات، الأمر الذي يمكننا من إعطاء المواطن أبسط حقوقه بخط أرضي في بيته أو في مكتبه أو في مؤسسته”، مستشهدا ب “إحدى الشركات المستثمرة بنحو خمسة وعشرين مليون دولار في سن الفيل، بما في ذلك فندق ومكاتب وشقق، والتي لم تتمكن من الحصول على خط هاتف أرضي برغم ما نص عليه دفتر الشروط”.
أضاف: “الحقيقة أنه بجهود كل الطاقات التي كانت موجودة في وزارة الإتصالات، والتي أنا في كل مناسبة أتوجه إليها بالشكر والإحترام، مع هذه الطاقات التي كانت مجمدة، إستطعنا أن نخطو خطوات هامة بالإتجاه الصحيح. كان بإمكاننا بالأمس أن ننجز المكالمة الأولى على السنترالات الجديدة، ولكننا أجلناها، ونحن قادرون بعد فترة بسيطة أن نزود هؤلاء المائة ألف مواطن الذين يترقبون خط هاتف أرضي منذ سنوات، بالخطوط التي يريدونها”.
وتابع: “بالتأكيد بالعودة الى موضوعنا، الداتا والحصول على الداتا، فورا نتحول بحديثنا الى الإنترنت وسرعتها وتوفرها. لقد وجدنا أنفسنا في وضع شبكة مهترئة لم تجر لها صيانة لسنوات، رغم أنه صرفت مبالغ كبيرة على الصيانة ووجدنا أن الصيانة ضرورية ولكنها ليست حلا”.
وقال: “الحل النهائي هو أن نذهب الى الـ fiber optics وأن يكون هناك شبكة fiber optics تغطي كل الأراضي اللبنانية، وهذا ما فعلناه وحصلنا بعد صراع كبير ونضال طويل على موازنة فيها إعتماد بقيمة أربعمائة وخمسين مليار ليرة على مدى السنوات الأربع المقبلة، وان شاء الله خلال شهر نطلق مشروع تمديد مشروع هذه الشبكة، وبالتالي نهيىء البنية التحتية اللازمة، لنتمكن من تحقيق هذا الأمر، حتى نحوز الوسائل اللازمة للحصول على المعلومات، ولكي نتمكن من تحليل هذه المعلومات والإستفادة منها واتخاذ القرار الصائب نتيجة التحليل الدقيق والصحيح لهذه المعلومات”.
واشار الى ان “على عاتق وزارة الإتصالات تقع هذه المهمة، تأمين البنى التحتية، وخلق ال platform المناسبة حتى حضراتكم وأمثالكم تتمكنوا من الإستفادة من ذلك ويصبح لبنان بلدا متميزا في هذا المجال”.
وأردف: “في الواقع لدينا أيضا خطة طموحة، لا أدري إن كنا سنتمكن من تحقيقها، هي أن يكون لدينا في لبنان National Data Center لتخزين هذه المعلومات وجعلها متاحة لكل المواطنين، ولكل العاملين في جميع القطاعات، وأن ننقل لبنان من مرحلة الى مرحلة، وهكذا نصبح مؤهلين لتخزين المعلومات واستعادتها وتحليلها واستعمالها ساعة نشاء في سبيل تطوير البلد”.
وقال: “إن شاء الله سنتمكن من إنجاز ذلك أو من يلينا على رأس الوزارة يقتنع بأفكارنا حول ضرورة أن يكون لدينا مركز معلومات وطني وأن نعتمد أكثر وأكثر على المعلومة عوض التجربة والمحاولات، فذلك يخسرنا الوقت والجهد والمال”.
وتابع: “ما أستطيع قوله بالحقيقة إن ما حققناه حتى الآن جيد، لكنه غير كاف إذ يجب أن تستكمل هذه المسيرة بأن يكون لدينا بنية تحتية كاملة وشاملة قائمة على أحدث التقنيات، على طرق التواصل والإتصال وأن نهيىء ال platform المناسبة لكل ما نحلم بأن نقوم به في مجال الداتا وتحليل الداتا.