Site icon IMLebanon

فرصة جديدة أعطيت للبنان ليخرج من “العاصفة”

كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”:

انتقدت مصادر سياسية مطّلعة، حجم الترهيب والتهويل الذي تتعرّض له الساحة اللبنانية، عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي يوم غد الأحد، واعتبرت أن استقرار الساحة اللبنانية قد بات اليوم حاجة ومطلباً عربيين أكثر مما هو مطلب لبناني ملحّ. واستغربت المصادر التمادي الحاصل في وضع العراقيل أمام مسار تسوية أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وذلك قبل عودته المرتقبة إلى بيروت الأسبوع المقبل.

وبالتالي، فإن المشهد السياسي الذي بدأ يتّضح اعتباراً من اليوم، هو مرشّح لأن يحمل مؤشّرات جديدة على المستوى الداخلي، كما على مستوى علاقات لبنان مع محيطه العربي، كما أضافت هذه المصادر، والتي انتقدت أيضاً المغالاة في الحديث عن سيناريو كارثي أو مغامرات عسكرية، أو حتى حرب إقليمية، وخصوصاً أن نتائجها ليست مضمونة لأي طرف من الأطراف المنخرطة فيها، وفي مقدّمها العدو الإسرائيلي في الدرجة الأولى، الذي أكدت قياداته أنها تستعد للحرب على لبنان، ولكنها لم تقرّرها بعد.

ووفق المصادر المطلعة نفسها، فإن ما بعد استقالة الحريري والصدمة والتداعيات ومغادرته إلى باريس، لن يكون أبداً كما قبلها، لافتة إلى مساعي حثيثة تجري على المسرح الديبلوماسي الغربي في موازاة المسرح السياسي الداخلي، لتدبير الواقع الحكومي لاحقاً. وأوضحت أن حركة وزير الداخلية نهاد المشنوق لامتصاص كل التداعيات السلبية للأزمة السياسية الأخيرة، وليس فقط الاستقالة الحكومية، إضافة إلى ترتيب وضع الحكومة، كما ترتيب وضع الحريري الأمني. وتطرّقت هذه المصادر، إلى الدور الفرنسي البارز في التسوية التي تحقّقت وحظيت بتأييد أميركي وأوروبي، وموافقة سعودية، وذلك في موازاة الجهود المكثّفة اللبنانية على المستويين المحلي والديبلوماسي بهدف تهيئة الأجواء للخروج من الأزمة الخطرة التي تعصف بلبنان وتنذر بأخذه إلى مصير مجهول.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، كشفت مصادر 14 آذار عن أن فرصة جديدة، أو ربما مرحلة سماح قد أعطيت مجدّداً للبنان لكي يستمرّ بعيداً عن العاصفة الإقليمية، وبالتالي، فإن تطبيق الحياد رغم الشظايا التي أصيب بها نتيجة الصراع السعودي ـ الإيراني، ما زال متاحاً في المرحلة المقبلة. لكنها استدركت مشيرة إلى أن المهلة الزمنية غير مفتوحة، لأن مرحلة الضغوط الأميركية قد انطلقت، وقد ظهرت مفاعيلها قبل أزمة الاستقالة، ومن المرتقب ظهور مفاعيل الضغوط السعودية، بينما الساحة اللبنانية غير قادرة إلا على التكيّف والاستعداد للمشهد السياسي المختلف الذي سيعود إليه الحريري، والذي قد يفتح الباب على أزمة حكومية، ذلك أن مأزق الاستقالة يتخطى الإطار الظاهر منها إلى ما هو أخطر من ذلك على صعيد الوضع الداخلي. وشدّدت على أن السقف السياسي الذي وضعه الحريري في مقابلته التلفزيونية يوم الأحد الماضي، سيشكّل ورقة العمل، أو العناوين التي ستطرح في الحوار الوطني المرتقب بعد عودة رئيس الحكومة، أو بعد عيد الاستقلال.