تقرير رولان خاطر
ليست المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقات اللبنانية السعودية اهتزازاً، سرعان ما يعود الفرقاء السياسيون وخصوصاً الرسميون منهم، أي من كانوا على رأس الدولة في إعادة ترميمها، حرصاً على موقع لبنان وانتمائه إلى المنظومة العربية. إلا أن المرة هذه، الاشكال السياسي مع المملكة لم يكن عاديا كسابقاته، ولم ينتج فقط عن طرف حزبي معين، أي “حزب الله”، وبالتالي تحوّلت اللغة مع الرياض إلى لغة تصعيدية وتحريض على المملكة من قبل الدولة اللبنانية الرسمية، وهو أمر جديد على العلاقة التاريخية التي تربط لبنان بالمملكة.
هذه الحدّة في التعاطي الديبلوماسي والسياسي من قبل لبنان، جعلت العديد من اللبنانيين الذي يعيشون في السعودية تحديدا وفي الخليج عموماً يخافون على وجودهم من أي إجراءات قد تصدر عن هذه الدول بحقهم كترحيلهم إلى لبنان، خصوصاً أن عمليات ترحيل سابقة حصلت بحق العديد من اللبنانيين، والتي طالت وقتذاك من كانوا يدورون في فلك “حزب الله” والمحور الايراني.
اليوم، أسئلة كثيرة تراود اللبنانيين عما اذا كان هناك من تداعيات سلبية نتيجة الأزمة الكبيرة اليوم مع الرياض، وفي هذا الإطار، يطمئن رئيس إتحاد الغرف اللبنانية ورئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير إلى أن وضع العاملين اللبنانيين مستقر في المملكة وفي دول الخليج عموما، وبالتالي لا خوف على وضعهم ولا نية بترحيلهم من قبل دول الخليج. وأكد ان رجال الاعمال اللبنانيين في السعودية وسّعوا اعمالهم في السنتين المنصرمتين على رغم كل الازمات التي شهدها لبنان مع المملكة العربية السعودية.
وعن استغناء شركة patchi في السعودية عن اعمال 50 موظفا لبنانيا، نفى شقير عبر IMLebanon قيام السلطات السعودية بهذا الاجراء.
وذكّر بأن القائم بالاعمال السعودي في لبنان وليد البخاري طمأن لوضع المقيمين اللبنانيين في السعودية، لكن ما حصل في الفترة الأخيرة يشرح شقير، ان العديد من الشركات، وخصوصاً شركات أعمال البناء، قامت بشكل خاص بتخفيف موظفيها بسبب التراجع في العمل، وبالتالي الاجراءات التي اتخذتها هذه الشركات بعيدة ولا دخل لها بالأزمة الموجودة حاليا.
أما في لبنان، فأوضح شقير لـIMLebanon انه بعد إعلان استقالة الرئيس سعد الحريري من على رأس الحكومة شهدنا وضعاً اقتصادياً سيئاً لم نشهد مثيله من قبل في هذين الأسبوعين، خصوصا اننا مقبلون على اعياد، وشهر كانون الأول يشكل 30% من الناتج المحلي، وبالتالي هناك خوف من ان يستمر الوضع على ما هو عليه، علماً ان العديد من الشركات تنتظر شهر 12 كي تعوّض ما فاتها كامل السنة.
واشار الى ان الجميع يعيش بترقب وانتظار ما ستؤول اليه الأمور، خصوصاً بعد عودة الرئيس الحريري المرتقبة الى لبنان، وما اذا كان سيكون هناك استقالة محتّمة او سيعاد تشكيل الحكومة، او اذا حصل اي تصعيد من قبل فريق او حزب معين.
شقير دعا القوى السياسية كافة الى تحكيم لغة العقل والمنطق والعمل لمصلحة “لبنان أولا” لتمرير هذه المرحلة الصعبة. وقال: “هناك ضغوطات كبيرة على لبنان بوضع “حزب الله”، وبالتنالي انقاذ الوضع الاقتصادي والوضع بشكل عام يعتمد على كيفية تصرف القوى السياسية مع التطورات السياسية وخصوصا “حزب الله”.
شقير أيّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فاكد ان الليرة بخير ولا تخوف من قبل الهيئات الاقتصادية على اي انهيار لليرة اللبنانية.