Site icon IMLebanon

لماذا تحرّكت باريس؟

أوضح محللون سياسيون إن إيران تبدي قلقا بالغا من الدور الذي تلعبه فرنسا بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون في وجه الدور الإيراني بالشرق الأوسط، وإن باريس تدافع عن حلول في العراق وسوريا ولبنان بما يتناقض مع مصالح إيران.

وأشار المراقبون في حديث لصحيفة “العرب” اللندنية إلى أن ماكرون يعيد أجواء الثمانينات من القرن العشرين في الموقف من إيران عندما حسم الرئيس الراحل فرنسوا ميتران موقفه لصالح العراق في الحرب العراقية الإيرانية، معتبرا وقتها أن الحدود العراقية الإيرانية ليست حدودا بين بلدين بل بين حضارتين متصارعتين.

وأضافوا أن القلق الإيراني من فرنسا لا يقف عند معارضتها للصواريخ الباليستية، كما ركّز المسؤولون الإيرانيون خلال هجمتهم الأخيرة على باريس، بل إلى رفضها الغزو المذهبي والطائفي الذي تسعى من ورائه طهران لبسط نفوذها في المنطقة.

وبدأت التصريحات الإيرانية ضد فرنسا بعد الدور الذي بدأت بلعبه في الملف اللبناني، والتحرك سريعا لتداعيات استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التي كانت طهران وحلفاؤها في لبنان يستثمرونها في حملته ممنهجة على السعودية بزعم احتجاز الحريري.

ويعتقد المحللون أن فرنسا تحركت لأن الوجود الإيراني بتعبيراته المختلفة بدأ يؤثر على التأثير التقليدي لباريس في لبنان، بما في ذلك على المستوى الثقافي والسعي لخلق مناخ فكري وعقائدي متشدد في بيروت التي تعرف بالتنوع الثقافي والفكري.

وقال مصدر رئاسي فرنسي إن فرنسا تبحث استضافة اجتماع لمجموعة دعم دولية للبنان لبحث الأزمة السياسية. وأضاف المصدر أنه لم يتم اتخاذ أيّ قرار حتى الآن بشأن الاجتماع أو ما إذا كان سيعقد على المستوى الوزاري.

وتشمل المجموعة بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا.

ومن شأن تدخل هذه المجموعة أن يحاصر الدور الإيراني، خاصة إذا ارتقى هذا الدعم إلى الجانب الاقتصادي الذي يحتاجه لبنان، فيما إيران تكتفي بدعم كبير لحزب الله ليسيطر على المؤسسات اللبنانية ويسكت الخصوم، ويوزّع الفتات من الدعم الإيراني لشراء ولاء بعض الشخصيات السياسية، وهو ما ظهر جليا في الحملة على السعودية.