عودة رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، المرتقبة إلى بيروت، والاستعدادات الجارية لهذه العودة، ترافقت مع انتشار أخبار عن تغييرات سيشهدها البيت الداخلي لتيار المستقبل، لاسيما في الحلقة الضيقة للحريري.
في هذا السياق، يقول مصدر مقرب من قيادة المستقبل لصحيفة “القبس” الكويتية إن هناك عتباً أو غضباً سعودياً على بعض مسؤولي المستقبل، لاسيما مستشار الحريري نادر الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق. وبات معروفاً أن علاقة وثيقة تجمع الحريري بوزير الخارجية ورئيس التيار الوطني جبران باسيل، منذ أن تفاهما على صفقات تتعلّق باستخراج النفط وغيره، في حين تثير علاقة المشنوق مع «حزب الله»، وبالتحديد مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، شكوكاً داخل التيار نفسه، ولدى القيادات السعودية.
بموزاة الغضب السعودي، يتحدث المصدر عن استياء داخل المستقبل من النائب عقاب صقر، والإعلامي نديم قطيش، اللذين تصدرا المشهد الإعلامي منذ إعلان الحريري استقالته. مرد الغضب من صقر وقطيش هو اتهامهما بفتح خطوط مباشرة مع السعوديين، إلى حد اعتبارهما ناطقين بلسان الوزير السعودي ثامر السبهان، والقائم بالأعمال في بيروت وليد البخاري. وبانتظار عودة الحريري ومعالجة الأزمة السياسية الكبرى، يبقى السؤال: كيف سيتعامل الرئيس مع أزمته الداخلية؟ وأي فئة ستعود إلى الظل: فئة المغضوب عليهم من المستقبليين، أم أولئك المغضوب عليهم من السعوديين؟
وهذا يعني أن الورشة الداخلية في تيار المستقبل لا بد أن تتردد انعكاساتها على قوى الرابع عشر من آذار، التي ساهمت التسوية الرئاسية قبل عام في تصدعها.
الإعلامي علي حمادة، وضع في حديث لصحيفة “القبس” الضجة المثارة حول تخوين ضمني من بعض الأطراف فريق 14 آذار، في ما يتعلق باستقالة الحريري، في إطار «الاجتهادات الشخصية، لأن الحريري لم يتحدث حتى الآن مع أحد حول هذا الموضوع».
ويذكر حمادة أن قوى 14 آذار تجتمع حول عناوين سيادية كبرى، لكنها ليست حزبا متراصا.
وفي ما يتعلق بتيار المستقبل نفسه، يرى حمادة أن هناك «وجهتي نظر داخل التيار في ما يتعلق بالمضمون السياسي لاستقالة الحريري. فهناك قوة أساسية تعتقد ان التسوية، التي أوصلت الرئيس ميشال عون الى الرئاسة، كانت افضل الممكن وحققت إنجازات. في المقابل، هناك رأي آخر ضمن البيت الواحد غير متحمس للتسوية، ويعتبر انها كانت خطوة خاطئة أوصلت حليف حزب الله إلى الرئاسة، وبالتالي اصبح لحزب الله قوة إضافية، فيما الحريري كان الطرف الأضعف في التسوية».