رغم تسارع الأحداث السياسية وتصدّرها شاشات التلفزة، كان لافتًا المقطع التلفيزيوني الذي يُبثّ بمناسبة عيد الاستقلال، يُظهر أطفالًا ينشدون أغنية “لبنان رح يرجع” للفنان جوزيف عطية بأصواتهم وعلى طريقتهم الخاصة.
وعند السؤال، تبيّن أنّه تتويج لمشروع “نبض الحي” ، الذي نفّذته “مؤسسة الصفدي” بتمويل من برنامج الصندوق الإنساني للبنان التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وهو عبارة عن مشوار سنة تقريبًا، اختُتم بهذه الأغنية التي شكّلت المفاجأة التي كانت قد وعدت بها السيدة فيولات الصفدي نائب مدير مؤسسة الصفدي. فجاء عيد الاستقلال هذه السنة مختلفًا، حيث يُعرض على الاعلام ووسائل التواصل الإجتماعي فيديو كليب لاطفال “نبض الحيstreet beat ” وهم من مناطق التبانة، جبل محسن والقبّة، بعنوان ” اطفال طرابلس يصرخون في عيد الاستقلال “لبنان رح يرجع”.
وهذا العمل الذي أنجزته مؤسسة الصفدي، بالتعاون مع مديرية التوجيه وبرنامج الصندوق الانساني للبنان التابع لمكتب الامم المتحدة، خطف الانظار ونال اهتماما واسعا على كل الوسائل الاعلامية والتواصل الاجتماعي. 3
دقائق، صوتًا وصورة، هي بمثابة صرخة مدوية من اطفال جمعهم الحرمان والفقر والظلم، فخرجوا من رحم معاناتهم بواسطة مشروع “نبض الحي” لينطلقوا ويجتمعوا كلهم على حب الوطن ورفع علمه عاليا. ركضوا فرحين في أروقة قلعة طرابلس وفي قلب شوارع مدينتهم وعلى شاطئها، غنوا وعزفوا، يساندهم بطل الكليب بلا منازع “العلم اللبناني”.
اطفال “نبض الحي” عبّروا ببراءة وعفوية عن حبهم للبنان ولبسوا الابيض في اشارة الى السلام الذي ينشدون، والاستقرار الذي غاب عنهم لفترة طويلة .
هذا العمل المشهود له حوّل انظارنا عن الازمات التي تفتك بلبنان وأعطانا فسحة أمل ولو صغيرة فخرجنا عن صمتنا للحظات واصبحنا كلنا الى جانب هؤلاء الاطفال الموهوبين – المبدعين نغني ونصرخ “لبنان رح يرجع”.
يثبت هؤلاء الاطفال يوما بعد يوم أنهم رغم المصاعب التي واجهوها ويواجهونها، هم أبطال حقيقيون ، استطاعوا ان يخرجوا من برنامج “نبض الحي” أقوى متسلحين بمهاراتٍ جديدة من عزف الموسيقى والرّقص الفولكلوري، والغناء في جوقة، وتأليف أغانٍ جديدة وباتوا يستخدمون مواهبم هذه لصالح مجتمعاتهم المحلية من أجل التغلّب على سنواتٍ من الانقسام وتحويلها الى تسامح، وتعايش وصداقات تدوم مدى الحياة.
لمشاهدة الفيديو كليب: