يصر رئيس الجمهورية ميشال عون على التغاضي عن تورط “حزب الله” في أزمات المنطقة، متمسكا بتوفير غطاء سياسي له، وهذا يعني بحسب المراقبين إبقاء لبنان في دائرة الخطر.
فقد أبدى الرئيس ميشال عون الاثنين، بحسب صحيفة “العرب” اللندنية دفاعا مستميتا على “حزب الله”، معتبرا وجوده ضروريا لمقاومة إسرائيل، وذلك بعد أن وصف بيان لجامعة الدول العربية الحزب بالإرهابي.
موقف عون من حزب الله ليس بالمستغرب فهناك تحالف يربط بينهما منذ العام 2006، وكان للحزب دور في وصول الرئيس عون إلى قصر بعبدا، بعد نحو سنتين ونصف السنة من الفراغ الرئاسي.
وأظهرت أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري عمق هذا التحالف حينما عمد رئيس الجمهورية وصهره وزير الخارجية وشؤون المغتربين جبران باسيل على تحريف الأنظار عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الحريري إلى هذا القرار الصعب وتسويق المسألة محليا ودوليا على أن الاستقالة تمّت تحت “ضغط سعودي”.
ونقل مكتب عون عنه قوله على “تويتر”، عقب اجتماعه بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في بيروت، بأن “لبنان ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها دول عربية، وهو لم يعتدِ على أحد ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي”.
وفي تبريره لسلاح حزب الله قال عون “الاستهداف الإسرائيلي لا يزال مستمرا ومن حق اللبنانيين أن يقاوموه ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة”.
وشدد الرئيس اللبناني على أن “بلاده لا يمكن أن تقبل الإيحاء بأنّ الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية”، في تلميح إلى توصيف حزب الله الموجود في الحكومة بالإرهابي.
ويرى مراقبون أن تصريحات عون لا تصب في صالح لبنان ولا في إنهاء أزمته الحالية التي نشأت على إثر استقالة الحريري لا بل إنها تطيل أمدها لجهة أن بداية الحل يقتضي المصارحة والبحث عن الأسباب الفعلية للأزمة وهو تورط حزب الله في مشاريع إيران التدميرية في المنطقة.
أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري أظهرت عمق التحالف بين حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون.
ويقول المراقبون إن تبرير عون لحزب الله وسلاحه هو محاولة لذر الرماد على العيون، وتوفير غطاء سياسي محلي له للاستمرار في تدخلاته الإقليمية التي تشكل عبئا ثقيلا يصعب أن يحتمله بلد صغير مثل لبنان.