كتبت سابين الحاج في “الجمهورية”:
كلّ عادة اكتسبناها ونكرّرها تقول الكثير عن شخصيّتنا وتفضح مزايا نفسية دفينة في أعماقنا. كلّ تصرفاتنا اليومية البسيطة وحتّى التي تبدو بلا أهمية تكشف صفاتِنا وعقدَنا وخوفَنا ومدى قوة شخصيّتنا وطموحَنا. ونطرح في ما يلي بعض التصرفات التي تحدّد ميول الشخصية بحسب الدراسات وتحليلات العلماء.هل ترتّبون سريرَكم في الصباح؟ هربُكم من القيام بهذه الخطوة ربّما يدفع الأهل والأصدقاء إلى نعتكم بالكسل أو قليلي الترتيب. ولكن، لا تتوقف دراساتُ الخبراء عند هذه القراءات السطحية بل تذهب إلى أبعد من ذلك لتربط بين التردّد والميل إلى المماطلة وعدم ترتيب السرير.
ترتيب السرير والتردّد؟!
تلاحظ الخبيرة في علم النفس كيلي ماك ميناميم ميلاً إلى التردّد عند الأشخاص الذين يهملون الأعمال المنزلية. مَن يعانون الصعوبات في اتّخاذ القرارات يؤجّلونها ما يُربك تفكيرَهم على المدى البعيد. هذا النمط النفسي ينعكس أيضاً على طريقة ترتيب مكان الإقامة، فالمتردّدون يكدّسون الأشياء من ملابس وأغراض دون فرزها أو ترتيبها. إذاً، منزل غير مرتّب يدلّ على عدم قدرة أصحابه اتّخاذَ القرارات.
في السياق عينه إنّ عدم الترتيب يبرز ميلاً إلى المماطلة، والرغبة بتأجيل الأعمال المترتّبة إلى الغد. في المقابل، يُؤكد بعض الخبراء أنّ الشخص الذي يرتّب بيته جدير بالثقة. في إطار العمل يميل إلى إتمام ملفاته العالقة ضمن المهل المحدّدة له. أمّا الأشخاص غير المنظّمين فيحكمهم منطقُ العجلة ومحاولةُ إنجاز المهمات في اللحظات الأخيرة ما يجعلهم يتخطّون المهلَ المحدّدة لهم.
من أوراق الحمّام تعرف…
هل أنتَ مسيطر؟
إلى ذلك، تؤكّد دراسة أجرتها الباحثة البريطانية غيلدا كارل أنّ الطريقة التي تعلّقون بها لفافة أوراق الحمّام تكشف الكثير عن شخصيّتكم ووضعكم النفسي والذهني. هذه الدراسة شملت 2000 شخص من الرجال والنساء، وتؤكّد أنّ الذين يصوّبون فتحة اللفافة لناحية الخارج لدى تعليقها في الحمام يملكون مزايا القائد والزعيم، أما الذين يحرصون على وضع فتحة اللفافة إلى ناحية الداخل فهم أكثر ليونة.
وإن كنتم لا تعيرون الأمرَ اهتماماً ولا تنتبهون في كل مرة تضعون اللفافة إلى طريقة وضعها هذا يعني أنكم مرنون، وتحاولون الحدّ من نشوب الصراعات مع الآخرين، وتخشون كلّ جديد.
كيف تأكلون؟
هل تأكلون ببطء والجميع يسبقكم؟ مَن يأكل ببطء يحبّ التلذّذ بالأكل والطعم، ما يدلّ على أنّه يتوق للتمتّع بكل لحظة في الحياة. في العمل يراهن على نوعية العمل وطريقة إتمامه أكثر ممّا تهمه الكمية المُنجَزة. في الحب يُفضّل عيش اللحظة الحالية دون الاكتراث إلى المستقبل. هذه الشخصية غالباً ما تُعرف بتأخّرها الدائم، ولكنّ ذلك يصنع سحرَها الخاص.
في المقابل، لا يحبّذ الكثيرون إضاعة الوقت على وجبة أكل، ولذا هم يلتهمون طعامَهم اليومي بسرعة كبيرة. حتّى مضغ الأكل بالنسبة لهؤلاء مضيعة للوقت. سلوكهم هذا، يشير إلى أنّ الربح والإنتاجية من أبرز ركائز حياتهم، هم فعلاً ينجحون في تعدّد المهام، ويمضون وقتاً في وضع لوائح وجداول لمشاريعهم، ولكنهم لا يمنحون أنفسهم الوقت في خضم حياتهم السريعة.
التعلّق بالهاتف
يدمن كثيرون حمل هواتفهم الخلويّة وتفقّدها في كلّ دقيقة، وقد لا يزيحون أعينَهم عن الشاشة خصوصاً وهم ينتظرون شخصاً أو دورَهم في مكان ما وحتى أثناء جلوسهم مع الأصدقاء للدردشة.
تؤكد دراسات أنّ إدمانَ الهاتف يدل على عدم اتّزانٍ عاطفي. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص يؤدّي الهاتف دورَ مهدّئ يؤمّن لهم التسلية والمواساة بفعل قلب الشاشة إلى ما لا نهاية للاطّلاع على المعلومات الكثيرة والأخبار. إدمانُكم الهاتف، يؤشّر أيضاً إلى تمتّعكم بشخصية منفتحة، تتوق إلى التواصل مع الآخرين، بينما لا يشعر الأشخاص الانطوائيون الخجولين بالحاجة الملحّة إلى التواصل الدائم وبالتالي هم أقل عرضة للوقوع في فخّ إدمان الخلوي.
إنّ إدمانَكم الهاتف قد يكشف أيضاً ميلَكم إلى الاهتمام بالمظاهر، خصوصاً إذا كنتم ممَّن يستخدمون الهاتف في الأماكن العامة ويحرصون على أن يراه الآخرون عارضين علامته التجارية، ومزاياه. كما تؤكّد دراسةٌ أنّ الأشخاص المتعلّقين بالهاتف يعانون من نقص القدرة على التركيز وارتفاع الاندفاع. فعندما نعاني من صعوبة التركيز لإتمام مهمة معيّنة نهرع باتّجاه الهاتف الخلوي.
لا تهملوا الإشارات الصغيرة في حياتكم وحياة الآخرين بعد اليوم، لأنها تكشف مزايا وصفاتٍ لا يجب تجاهلها بل العمل على تحسينها للتمتّع بحياة أفضل.