IMLebanon

“شكراً فرنسا” من صميم القلب

كتب فؤاد زمكحل في صحيفة “الجمهورية”:

لطالما كان رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم بعيدين من التوترات السياسية الداخلية أو الإقليمية أو الدولية. إذ ان أهدافهم الرئيسية كانت دائماً النمو، وتنمية وتطوير أعمالهم، ومواردهم وإبداعهم.تتركّز ابتكارات رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم على ريادة الأعمال، والاستثمار، وخلق أفكار جديدة وريادية، وتعزيز التبادل التجاري مع جميع البلدان والشعوب.

أما استراتيجياتهم فتتمثل في بناء أوجه تآزر إنتاجية وتعاون فعّال مع شركات أخرى، بعيداً من الصراعات، والحروب الساخنة أو الباردة، والضغوط على أنواعها كافة. وكانت علاقاتنا مع جميع بلدان العالم دائما مبنيّة على أسس اقتصادية وتجارية، من أجل تشجيع الاستثمارات والتبادلات الثنائية والتنسيق المنتج.

من ناحية أخرى، من المهم أن نذكّر ونشدّد على أن رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم غادروا وطنهم منذ عقود من أجل تحسين ظروف معيشتهم وزيادة مدخولهم والبحث عن مستقبل أفضل وأكثر أمناً لعائلاتهم ، بعيدا من أي هدف ديني او طائفي أو مذهبي أو سياسي.

وقد حاولوا أن يحفروا مكاناً لهم ضمن الاقتصادات الصعبة، وأن يندمجوا في البلدان المضيفة مع احترام قوانينها وقيمها وآدابها. بالفعل، فقد استثمروا في شركات أو إنخرطوا فيها وعملوا بنجاح من أجل نمو هذه الشركات، وأيضا من اجل نمو الاقتصادات والبلدان المضيفة لهم.

نحن فخورون بإنجازاتهم ومساهماتهم في الاقتصادات المحلية والإقليمية والدولية. ولا ينبغي عليهم بأي شكل من الأشكال أن يكونوا بمثابة وسيلة للتبادل أو أداة للضغط من أجل تحقيق أغراض سياسية، بل ينبغي بدلا من ذلك اعتبارهم حمائم السلام، ومهندسي القرارات والمصالحات.

دأب رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم على بناء جسور بين البلدان وبين الحضارات والقارات. لا يمكن لأحد أن يدمر ما شيّدوه على مدى عقود، ولكن يمكن الاعتماد عليهم بثقة بشكل مستمر لإعادة بناء جسور من التواصل الشفاف ، مع توكيلهم بمهمة وقف النزف الناجم عن السياسات وبلسمة الجروح الناتجة عن الأزمات والصراعات والحروب، سيما تحويل الكراهية والصراعات العميقة بين الأشقاء إلى صداقات صادقة وحقيقية وشراكات مثمرة.

في أوقات الأزمات والشكوك هذه نعرف من هم أصدقاؤنا الصادقون وشركاؤنا الحقيقيون: «الأصدقاء الحقيقيون هم الذين يقدمون دون حساب ومن دون توقع الحصول على أي شيء في المقابل».

نود ان نشكر من صميم قلبنا صديقتنا وشريكتنا المخلصة وشقيقتنا الكبرى دائماً وإلى الأبد: فرنسا. لقد كانت فرنسا هذه دائما معنا، في لحظات الفرح والألم، في لحظات الحرب والسلام، في لحظات النمو والتوسع، ولكن أيضا أيام الركود والأزمات.

هذه الحليفة لم تطلب أبداً ولم تسع مطلقاً وراء «العائد على الاستثمار»، ووراء كرمها وصداقاتها المخلصة. ونحن نعتز جداً بهذه الصداقة، ومتعلّقون بعلاقة الأخوة هذه المثالية، وبهذه الشراكة المنتجة والكفؤة، وسوف نبذل كل ما هو ممكن للحفاظ عليها، وتطويرها رغم الصعاب من خلال كافة الأجيال المقبلة.

شكرا لك عزيزتنا فرنسا على إعطائنا استقلالنا في الماضي وشكرا لك على إرسالك لنا المظليين في أوقات الحرب، وجنودك ووحداتك للحفاظ على السلام، وقواربك لتزويدنا بالغذاء أيام الحصار. نشكرك على إرسالك لنا الشركات الخاصة بك في أوقات إعادة الإعمار والاستثمار، ورجال الأعمال لديك من أجل خلق التآزر الإنتاجي معنا.

نشكرك على إرسالك لنا الجامعات لتشجيع نظام التعليم لدينا، والمستشفيات لتعزيز قطاع الصحة لدينا .

نحن ممتنّون لك هذه المرة لأنك أعدت إلينا عزة النفس ، وخاصة لمساعدتنا على الحفاظ على كرامتنا واستقلالنا إلى الأبد.

سيدي الرئيس، لقد كتبتم لنا في الشبكات الاجتماعية الخاصة بكم «أهلا وسهلاً»، وها أن رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم يردّون ويقولون لك من صميم القلب «شكراً فرنسا».